واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
بعد الزلزال الذي أحدثه في الإدارة الأميركية بنشره الوثائق السرية للحرب الأفغانية مما أثار استياء الرئيس الأميركي نفسه باراك أوباما و«الپنتاغون» جهز موقع «ويكيليكس» نحو 250 ألف وثيقة سرية إضافية مسروقة من ملفات الحرب الأميركية في العراق للنشر.
وقد استدعى هذا وزارة الخارجية الأميركية للشعور بالقلق من نشر المزيد من الوثائق السرية، وقال بي جيه كراولي المتحدث باسم الوزارة «نشعر بالقلق».وعلى العكس مما يقوم به الموقع من الحصول على مواد مسربة من الاجهزة الحكومية فان عاملين في الموقع سربوا من داخله هذه المرة معلومات عن المخزون الهائل من الوثائق التي حصل عليها «ويكيليكس» من عاملين في الپنتاغون خدموا في العراق منذ عام 2003. ووصلت المعلومات المسربة من داخل «ويكيليكس» الى الحكومة الاميركية طبقا لتصريحات ادلى بها الصحافي الاميركي في «نيوزويك» مارك هوسينبول اول من امس.
وقال هوسينبول ان الوثائق العراقية كانت مصنفة «سرية» وانه ليس من بينها ما هو مصنف «سري جدا». وقالت مصادر تسريب المعلومات التي لم يكشف هوسينبول عن هويتها ان الوثائق تتضمن وصفا لوقائع ارتكبت فيها القوات الاميركية وقوات الامن العراقية «مذابح ادت الى حمامات دم» حسب قوله.
الا ان التركيز في الوثائق كان على سلوك قوات الامن العراقية الذي اتسم بقدر كبير من تجاوز اي معايير او قواعد قانونية في التعامل مع المدنيين في بعض الاماكن. وقال هوسينبول ان مدير «ويكيليكس» جوليان آسانج قرر هذه المرة ان يضع مخزون وثائق الحرب العراقية تحت سيطرته وحده وان يمنع اي تسريب لتلك الوثائق الى الصحف قبل ان يقرر هو التوقيت المناسب.
وتتضمن الوثائق الاميركية المسربة رسائل ديبلوماسية سرية وتقارير ميدانية عن العمليات وتقارير عن اداء المسؤولين العراقيين وعن رصد مخالفات مالية ترتكب بصفة منهجية من عدد منهم وتقارير عن اداء القوات الاميركية في الفترة المبكرة من الحرب ثم في فترة تصاعد الصراعات الداخلية.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية امس الاول ان المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق من الوثائق السرية الأميركية الاخرى التي يحتمل ان تكون بحوزة جماعة ويكيليكس المعنية بتسريب المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد وحاولوا الاتصال بالجماعة لتفادي نشرها دون جدوى.
وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان صحافي «هل يساورنا قلق ازاء ما قد يكون موجودا هناك؟ نعم يسارونا قلق». واضاف ان السلطات الأميركية لم تحدد على وجه الدقة اي الوثائق التي قد يكون تم تسريبها الى الجماعة.
وقال ان وزارة الخارجية الأميركية لا تستطيع ان تؤكد تقارير قالت ان لدى ويكيليكس مجموعة كبيرة من البرقيات الديبلوماسية الأميركية.
ولكنه قال ان حقيقة ان الوثائق التي نشرت كانت تتضمن مجموعة من برقيات وزارة الخارجية الأميركية تشير الى ان البيانات التي نقلت الى ويكيليكس ربما تشمل برقيات ديبلوماسية سرية اخرى.
واضاف «عندما نقدم تحليلنا لاوضاع في بلدان رئيسية مثل افغانستان وباكستان نوزع تلك التحليلات عبر الوكالات الاخرى بما في ذلك عناوين عسكرية. «ومن ثم فهل يوجد احتمال ان تكون وثائق وزارة الخارجية قد كشفت؟ نعم». وحث كل من كرولي وروبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض ويكيليكس ومؤسسها جوليان اسانجي على عدم نشر المزيد من الوثائق الحكومية الأميركية السرية.
وفي اشارة الى ادعاءات ويكيليكس الى ان لديها ما لا يقل عن 15 الف وثيقة سرية اخرى بشأن افغانستان قال جيبس لمحطة «ان بي سي» التلفزيونية ان الحكومة الأميركية لا تستطيع ان تفعل شيئا يذكر لمنع نشر الوثائق.
وقال «لا نستطيع ان نفعل شيئا سوى مناشدة الشخص الذي لديه تلك الوثائق السرية للغاية عدم نشر المزيد.. «اعتقد ان من المهم عدم إلحاق مزيد من الضرر بأمننا القومي». وقال كرولي ان الحكومة الأميركية حاولت الاتصال «ويكيليكس» ولكنها لم تنجح في اقامة خط اتصال معه.
واعرب كل من كرولي وروبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض عن قلقهما من احتمال ان يكشف نشر الوثائق اساليب الولايات المتحدة في جمع معلومات المخابرات وان يعرض للخطر اشخاصا قاموا بمساعدة الولايات المتحدة.
وقال جيبس «لديكم المتحدثون باسم طالبان في المنطقة يقولون اليوم انهم يدققون في تلك الوثائق لاكتشاف الاشخاص الذين يتعاونون مع الأميركيين والقوات الدولية. انهم يراجعونها بحثا عن الاسماء».