اخترقت 5 صواريخ مجهولة المصدر اطلقت على ايلات الاسرائيلية وسقط احدها في العقبة الاردنية، حالة الترقب التي تخيم على ملف المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية التي تسير على طريق تحويلها الى مباشرة تحت ضغوط اميركية.
فقد تعرض ميناء ايلات الاسرائيلي أمس لاطلاق صواريخ لم توقع ضحايا في الجانب الاسرائيلي غير انها تسببت في قتيل واربعة جرحى في مدينة العقبة الاردنية المجاورة، وذلك بعد ثلاثة ايام على اطلاق صاروخ من قطاع غزة على مدينة عسقلان في جنوب اسرائيل.
وقد أكد المسؤول في الشرطة الاسرائيلية موشيه كوهين ان «صاروخين سقطا في البحر» كما سقط آخران «على ما يبدو في الاراضي الاردنية»، فيما يجري البحث عن شظايا صاروخ خامس في شمال مدينة ايلات.
واعتبر ان الصواريخ «أطلقت من الجنوب»، في اشارة الى شبه جزيرة سيناء المصرية. واضاف ان الصواريخ لم تسفر عن «جرحى او اضرار» في اسرائيل. وقد رجحت إسرائيل أن تكون الصواريخ إيرانية الصنع. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن خبراء متفجرات في شرطة «إيلات» أن الصواريخ وهي من طراز «غراد»، ربما إيرانية الصنع يبلغ مداها 20 كيلومترا وقادرة على حمل رأس حربي يزن 6 كيلوغرامات من المواد المتفجرة التقليدية.
من جهته اعلن مصدر رسمي اردني ان صاروخ غراد سقط صباح أمس على مدينة العقبة الاردنية الساحلية واصاب اربعة اشخاص بجروح، غير ان مصدرا امنيا اردنيا أوضح لاحقا ان عدد الجرحى هو خمسة وليس اربعة فيما أكدت مصادر اعلامية وقوع قتيل اردني.
وقال وزير الداخلية الاردني نايف القاضي لوكالة فرانس برس ان «المعلومات الاولية تشير الى ان صاروخا من نوع غراد سقط في شارع رئيسي في العقبة قرب فندق انتركونتيننتال واصاب سيارتين واوقع اربعة جرحى». ولاحقا اكد مسؤول امني أردني مقرب من التحقيق ان اردنيا توفي وان «التحقيق اكد ان الصاروخ من نوع غراد اطلق من جنوب غرب العقبة من خارج الحدود الاردنية».
واشار المصدر الى ان «جميع الجرحى اردنيون، وهم عنصر في الشرطة السياحية ورجل حراسة وسائقا سيارة اجرة ومهندس يعمل في العقبة».
في المقابل، استبعدت مصادر أمنية مصرية اطلاق الصواريخ من سيناء حسبما نشرت بعض وسائل الاعلام نقلا عن راديو اسرائيل.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط تأكيد المصادر عدم منطقية اطلاق الصواريخ من أرض سيناء على اسرائيل قائلة «ان هناك متابعات أمنية مستمرة على طول الحدود من رفح شمالا حتى طابا جنوبا اضافة الى عدم وجود أي عناصر لتنظيم القاعدة في مصر».
في غضون ذلك، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان لجنة من اربعة اعضاء بينهم اسرائيلي وتركي ستحقق في الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة في 31 مايو الماضي. وقال بان كي مون ان فريق المحققين الذي سيرأسه رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر سيبدأ اعماله في العاشر من الشهر الجاري وسيرفع تقريرا اوليا بحلول منتصف سبتمبر.
وقد اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة اسرائيل على التعاون مع هذه اللجنة «لانه لا شئ لدينا لنخفيه» فيما رحبت انقرة بتشكيل اللجنة.
في هذه الأثناء، تجري الإدارة الأميركية اتصالات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لعقد لقاء ثلاثي بمستوى متدن للتباحث في شروط البدء بمفاوضات مباشرة وأجندة هذه المفاوضات بناء على الرغبة الفلسطينية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أنه يتوقع أن يشارك في اللقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ومبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الخاص يتسحاق مولخو ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.
وقالت الصحيفة إن السلطة الفلسطينية هي التي اقترحت عقد اللقاء الثلاثي وأضافت أنه في حال وافقت إسرائيل عليه فإن هذه ستكون الخطوة الهامة الأولى بين إسرائيل والفلسطينيين منذ بدء ولاية نتنياهو في رئاسة الوزراء.