بعد ساعات من اعلان واشنطن جهوزية خطتها لضرب طهران، جاء الرد الايراني مزدوجا عبر تحذيرها من ان أي حرب في المنطقة لن تكون محدودة، ودعوة للحوار المباشر اقترحها الرئيس محمود احمدي نجاد «وجها لوجه» و«من رجل الى رجل» مع نظيره الاميركي باراك اوباما من اجل بحث «قضايا العالم».
دعوة نجاد الحوارية جاءت عبر خطاب تلفزيوني، قال فيه ايضا «سأذهب في سبتمبر الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. انا مستعد للجلوس مع اوباما، وجها لوجه، من رجل الى رجل، للبحث بحرية في قضايا العالم امام وسائل الاعلام لمعرفة الحل الافضل».
واعتبر أن لجوء الولايات المتحدة الدائم إلى التهديد العسكري إنما هو دليل «يأس»، معتبرا أن من يلجأون «إما للغة التهديدات أو استصدار القرارات أو استخدام لغة التهديدات والعقوبات والإشارة إلى الأسلحة في حالة وجود أي مشكلة سياسية يوضح أن الأميركيين وصلوا إلى طريق مسدود».
وقال الرئيس الايراني متحديا: «كم قرار عقوبات أصدرتم؟ أربعة؟ يمكنكم إصدار أربعة آلاف قرار عقوبات، وهذا لا يعني إلا اليأس المسيطر في الإدارة الأميركية وليس له أدنى تأثير على عزمنا».
وكشف نجاد أن أحد الرؤساء نصحه بالحذر من القوة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة وأوصاه بتقديم تنازلات، وكيف أنه اكتفى بالرد عليه بالقول «لا».
من جانبه، أكد مسؤول الدائرة السياسية في قوات حرس الثورة الإيراني العميد يدالله جواني أن عمل عسكري ضد إيران سيزعزع الوضع في العالم، مشيرا إلى أن الدفاع عن الجمهورية الإسلامية غير محدود بحدودها السياسية والجغرافية. وقال، في رد على الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن مشروع قرار في الكونغرس الأميركي يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران، قال إن «أميركا والكيان الصهيوني ليسا بحاجة إلى ضوء أخضر لمهاجمة إيران بل هما متخوفان من شن هجوم عليها لأسباب عديدة منها الاقتدار العسكري ـ الدفاعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، كما أوردت وكالة «مهر» الإيرانية. من جهته وردا على ما أعلنه مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة من ان خطة الهجوم الاميركي على ايران جاهزة لكن واشنطن قلقة من النتائج، حذر وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي من ان «شن أي حرب محتملة في المنطقة من قبل الكيان الإسرائيلي أو أي طرف من خارج المنطقة لن يكون محدودا».
وأضاف ان إيران «ستقف الى جانب سورية وكل دول المنطقة وهي تعد نفسها لمواجهة اي عدوان في المنطقة». بيد أن متكي أعلن من جهة أخرى، عن استعداد طهران لبدء المحادثات مع مجموعة فيينا قائلا ان اعلان طهران لتبادل الوقود النووي لا يزال مطروحا.
وأعلن وزير الخارجية الايراني أن بلاده رصدت «اشارات ايجابية» من جانب مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) فيما يتعلق باستئناف المفاوضات حول تبادل الوقود النووي.
وقال متكي في مقابلة مع قناة العالم الاخبارية الرسمية الناطقة بالعربية «هناك نوع من اعلان جهوزية» من جانب اعضاء مجموعة فيينا للبدء بالمفاوضات.
واضاف «يمكننا وصف هذا الامر باشارات ايجابية بشأن الارادة السياسية لمجموعة فيينا».
كما اكد وزير الخارجية ترحيب ايران بالحوار مع مجموعة 5+1 لكنه اكد ان هذه المفاوضات يجب ان تتخذ شكلا مختلفا وجديدا.