أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان القوات الأميركية المقاتلة ستخرج من العراق بحلول نهاية الشهر «طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر»، وفق مقاطع من خطاب ألقاه أمس، في وقت يسجل تتصاعد فيه أعمال العنف في العراق.
وقال في خطابه خلال مؤتمر وطني لقدامى المقاتلين المعوقين في اتلانتا «أعلنت بعد قليل على تولي مهام الرئاسة استراتيجيتنا الجديدة للعراق وللانتقال الى مسؤولية عراقية كاملة».
وبحسب المقاطع التي نشرها البيت الابيض «أوضحت انه بحلول 31 أغسطس 2010 ستنتهي المهمة القتالية لأميركا في العراق، وهذا ما نقوم به بالضبط، طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر».
القوات الأميركية تنهي مهامها القتالية في العراق، بينما الوضع الأمني يزداد تدهورا والفراغ السياسي المتواصل منذ 5 أشهر لايزال عصيا على الحل. فقد أعرب د.صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني المنضوية ضمن ائتلاف العراقية الذي يتزعمه اياد علاوي الرئيس الأسبق للحكومة العراقية عن اعتقاده «أن معظم الكتل السياسية الموجودة في السلطة متورطة بقضايا فساد مالي وإداري وجرائم قتل واعتقالات غير قانونية، لذلك لا تريد مغادرة مواقعها في السلطة لأنها تخشى على رقبتها من المحاكمات والمحاسبة».
ونبه في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس إلى أن «هناك اليوم ضغطين على بعض الكتل السياسية: الأول من إيران ويمارس على الائتلافين المنضويين بما يسمى بالتحالف الوطني (الذي يضم الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة المنتهية ولايتها) لغرض استمرار التحالف لعرقلة العراقية من أن تأخذ حقها الدستوري والقانوني بتشكيل الحكومة باعتبارها الكتلة الفائزة في الانتخابات، على الرغم من أن طرفي ما يسمى بالتحالف الوطني متضادان، وقد أبرزت تصريحات كل منهما شدة التناقض فيما بينهما، والضغط الثاني أميركي يريد من العراقية التحالف مع دولة القانون وأن يتفق علاوي والمالكي، لكن تمسك الثاني برئاسة الحكومة وإصرار الأول على أن تنال العراقية استحقاقها الدستوري يعرقل مثل هذا التحالف».
وأشار المطلك إلى أن «هناك من يريد البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن هو تقسيم العراق أو بدعم أو بقرار إيراني مهين»، معتبرا الحديث عن «أن هذا المنصب لهذه الطائفة وذاك لطائفة أخرى لا علاقة له بواقع المجتمع ولا بالدستور العراقي، فكما أننا لا نقبل أن يعيش إخواننا الشيعة أو الأكراد أو أي مكون ديني أو قومي كمواطنين من الدرجة الثانية فإن السنة يرفضون اعتبارهم عراقيين من الدرجة الثانية».
وعن المحاولات الجارية لتهميش ائتلاف العراقية، قال المطلك: «لا يجوز لأي أحد أن يتوقع استقرار البلد عندما تهمش العراقية، إذ سيقود ذلك إلى تداعيات خطيرة، كون ائتلافنا يمثل جميع المكونات وينبذ الطائفية ولنا برنامج وطني يوحد العراقيين جميعا».