شؤون مصرية
القاهرة - علاء عبدالحميد
نجح الحزب الوطني الحاكم في انتخابات اجريت من جانب واحد في حصد ما لا يقل عن 80 مقعدا في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى والتي جرت على مدار الاسبوعين الماضيين على 88 مقعدا، وقد شهدت الانتخابات افشالا متعمدا واقصاء لجماعة الاخوان المسلمين من الحصول على اية مقاعد بمجلس الشورى منذ بداية الجولة الأولى، ولم تفز المعارضة سوي بمقعد واحد فقط لحزب التجمع مما اثار ردود أفعال وتداعيات لم تتوقف حتى الآن، وكثرالحديث عن وجود صفقة بين الحزب الوطني والتجمع من ناحية، والتجمع والاخوان من ناحية أخرى، بعدما تردد ان الناخبين المنتمين لجماعة الاخوان منحوا اصواتهم لمرشح التجمع نكاية في الحزب الوطني، كما تحدث البعض عن صفقة نجح خلالها التجمع عبر مرشحه أحمد شعبان في اقتناص المقعد بفارق خمسة آلاف صوت، وهو ما دعا عددا من قيادات حزب التجمع الى التلويح بالاستقالة من صفوف الحزب، مطالبين شعبان بالاستقالة من صفوف حزب التجمع أو من عضوية الشورى، ولكن رئيس الحزب د.رفعت السعيد قام بدعم وتأييد شعبان خلال احتفال خاص للحزب اقامه في الاسكندرية.
مقعد شعبان رفع رصيد التجمع في مجلس الشورى الى مقعدين، خاصة بعد سابقة فوز المرشح العمالي عبد الرحمن خير عبر الانتخابات قبل ثلاث سنوات، وينتظر ان يكون هناك مقعد ثالث بالتعيين لرئيس الحزب بعد اعادة تعيينه ضمن قائمة المعينين الـ44، والتي سيتم اعلانها صباح اليوم بموجب قرار جمهوري.
على جانب آخر فان باقي احزاب المعارضة فشلت في الحصول على أية مقاعد، خاصة في ظل مقاطعة حزبي الوفد والناصري للانتخابات على ان يتم تعيين قيادات الأحزاب في الشورى بنحو ستة مقاعد ومن ابرز المرشحين لها كل من د.رفعت السعيد، وسامح عاشور نائب رئيس الحزب الناصري، ورجل الأعمال القبطي منير فخري عبد النور احد اقوى المرشحين للتعيين في مجلس الشورى.
على جانب آخر فشل الاخوان في أول مشاركة لهم في انتخابات مجلس الشورى في الفوز بأية مقاعد، وكالت الجماعة الاتهامات للجميع بدعوى تزوير الانتخابات والتضييق على الناخبين واعتقال مؤيدي الاخوان في الانتخابات، وهو ما دفعهم للادلاء بتصريحات عنترية حول تدويل قضيتهم والشكوى للاتحاد الأوروبي والبرلمان الدولي، حول الانتهاكات التي تعرضوا لها ومحاولة الضغط على مصر لوقف حصارها ومحاصرتها لجماعة الاخوان.
كما اعلنت جماعة الاخوان أنها خاضت الانتخابات ليس بهدف الفوز بأية مقاعد بقدر التواصل مع المجتمع وتحقيق ستة أهداف تحققت بالفعل لكشف وفضح اساليب الحزب الوطني الحاكم.
على صعيد آخر قررت جماعة الاخوان الاعلان عن حزبها خلال الفترة المقبلة، بعد اجراء تعديلات طفيفة به خاصة بعد الانتقادات التي وجهت للجماعة وبرنامج الحزب، وقال نائب المرشد العام د.محمد حبيب انه سيتم عرض البرنامج على مجموعة من النخب السياسية والفكرية، قبل طرحه على جموع المصريين، واضاف انه لن يتقدم للجنة شؤون الأحزاب بطلب تأسيس الحزب، كما أنه لن يقوم باعلان الحزب من جانب واحد، بل سيدعو القوى السياسية للمشاركة في اجراء تعديلات دستورية تتيح اطلاق حرية تأسيس الأحزاب بمجرد الاخطار. على جانب آخر يصدر الرئيس المصري حسني مبارك صباح غد السبت قرارا جمهوريا بتعيين 44 نائبا لمجلس الشورى لتكتمل منظومة مجلس الشورى عبر انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى بعد انتخاب 88 نائبا، وتعيين نصفهم غدا، ومن المقرر ان تعقد الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الحاكم اجتماعا غدا للاعلان عن اسماء المعينين، اضافة لتسمية رئيس مجلس الشورى ووكيلي المجلس ورؤساء اللجان التسع، ومن المتوقع ان يتم تجديد الثقة بصفوت الشريف رئيسا لمجلس الشورى، وتصعيد المستشار عبد الرحيم نافع نائبا من الفئات، واحمد العماوي عن العمال.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )