بعد ساعات من إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الاول ان قواته تحرز «تقدما» في أفغانستان رغم «الصعوبات الهائلة» التي تواجهها، أعلنت السلطات المحلية أن مقاتلي طالبان هاجموا أمس القاعدة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة في قندهار، احدى اكبر قاعدتين للحلف في افغانستان، مما أدى الى جرح جندي ومدنيين اثنين.
وفجر انتحاريان من طالبان عبوتيهما قرب مدخل القاعدة العسكرية للسماح لأربعة مقاتلين آخرين بالدخول اليها.
وقال زلماي ايوبي المتحدث باسم حاكم ولاية قندهار «ان مهاجمين قتلا في تبادل لإطلاق النار الاولي بينما استمرت المعارك مع الآخرين لفترة. وبحسب ايوبي جرح مدنيان وجندي من الحلف الاطلسي التي اعتبرت قيادته في كابول أنه «هجوم فاشل».
وقال الحلف «وقع هجوم خارج القاعدة العسكرية في قندهار. حاول انتحاري الدخول إليها لكنه لم ينجح» موضحا انه قتل لدى تفجير حزامه الناسف.
وأكدت المتحدثة باسمه اللفتنانت كوماندر كاتي كندريك ان نيران أسلحة صغيرة انطلقت خارج القاعدة وان المهاجم حاول الدخول عبر إحدى البوابات.
مضيفة «أخفق المهاجم الانتحاري في الدخول ففجر ما بحوزته من مواد ناسفة مما أسفر عن مقتله.
يبدو هذا هجوما غير ناجح وغير منظم».
فيما قال شاهد من «رويترز» داخل القاعدة إنه سمع صوتا أشبه بسقوط صاروخين عقب إطلاق النار. وقد اعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم في اتصال هاتفي مع «فرانس برس». وقبل ذلك تحدث اوباما عن «صعوبات هائلة في افغانستان. الا انه من المهم ان يدرك الاميركيون اننا نحرز تقدما واننا نركز على اهداف محددة بشكل جيد وقابلة للتنفيذ».
وأضاف اوباما «من الناحية العسكرية ان جميع القوات الاضافية تقريبا التي أمرت بإرسالها الى افغانستان باتت في المواقع المحددة لها.
وبالتعاون مع شركائنا الافغان والدوليين انتقلنا الى الهجوم ضد طالبان عبر مهاجمة قادتهم وتحديهم في مناطق كانت تحت سيطرتهم».
تصريحات أوباما جاءت مخالفة لما صرح به الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في مقابلة مع صحيفة لصحيفة لوموند الفرنسية الذي أكد أن الاسرة الدولية التي «تنتمي اليها باكستان» في طريقها «لخسارة الحرب ضد طالبان».
وقال زرداري الذي اختتم أمس زيارة رسمية الى فرنسا قبل ان يتوجه الى لندن «اعتبر ان الاسرة الدولية التي تنتمي اليها باكستان تخسر الحرب ضد طالبان» وأن الوضع جاء «قبل كل شيء لأننا خسرنا معركة غزو القلوب والعقول».
وتابع ان «الاسرة الدولية لن تقبل أبدا برؤية طالبان تقود البلاد من جديد»، مؤكدا أن عناصر الحركة «لا يتمتعون بأي فرصة لاستعادة السلطة وان كان نفوذهم يزداد».
على صعيد آخر، شطبت لجنة في الامم المتحدة أسماء عشرة من أعضاء حركة طالبان و35 آخرين من تنظيم القاعدة او المنظمات التابعة له بعد مراجعتها أسماء 488 شخصا او كيانا متهمين بالارهاب.
وقال توماس ماير هارتينغ رئيس لجنة مجلس الامن الدولي المسؤولة عن اللائحة السوداء التي تضم أفرادا وكيانات متهمة بالارتباط بالقاعدة وطالبان انه «بعد تفحص 488 اسما شطب 45 من اللائحة».
وقال في مؤتمر صحافي ان هذا الاجراء الذي اتخذ بطلب من حكومات يشمل عشرة من الأفراد المرتبطين يطالبان و14 شخصا و21 كيانا مرتبطا بشكل ما بالقاعدة.
والافراد والكيانات المدرجون على اللائحة يخضعون لتجميد ودائعهم ومنعهم من السفر وكذلك من اقتناء أسلحة.
وأوضح ماير هارتينغ ان 443 اسما ـ 132 من طالبان و311 من القاعدة ـ تم تثبيتهم على اللائحة بينما سيبت نهائيا في أمر 66 آخرين.