نفت مصادر إيرانية الأنباء التي ترددت أمس بشأن نجاة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من محاولة اغتيال أسفرت عن جرح بعض الأشخاص، فقد دحض مسؤول في مكتب الإعلام التابع للرئاسة الإيرانية المعلومات التي تحدثت عن تعرض نجاد لمحاولة اعتداء في همدان غربي إيران وذلك ردا على معلومات اوردها موقع «خبر اونلاين.إر» المحافظ وقناة «العربية» الفضائية، وتناقلتها فيما بعد وسائل الإعلام.
وقالت المصادر ان الانفجار ناجم عن «مفرقعة نارية» القيت على حافلة كانت تقل صحافيين مرافقين لنجاد، كما نقل تلفزيون «برس تي في» الإيراني الحكومي قوله إنه لم يقع أي هجوم، مؤكدا أن أصوات «المفرقعات النارية» هي التي سببت حالة الغموض والارتباك في البداية.
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مصدر من ديوان الرئيس الإيراني وقوع الهجوم وأنه لم يصب بأي أذى حسبما ذكرت الوكالة.
وذكرت التقارير أن موكب أحمدي نجاد كان قادما من مطار همدان عندما تعرض لهجوم بقنبلة يدوية تقليدية الصنع وأنه كان متجها الى ملعب القدس حيث ألقى فيما بعد ـ كما كان مقررا ـ خطابا بث مباشرة على شاشة التلفزيون الرسمي، دون أي إشارة الى الحادث الذي لم تكن قد نقلته آنذاك اي وكالة أنباء او مصدر ايراني.
وأعلنت تلك التقارير ان المهاجم القى قنبلة يدوية قبل اعتقاله، وأضافت ان الهجوم أوقع عددا من الجرحى.
ووقع الانفجار ـ حسب تلك التقارير ـ على بعد 100 متر من الموكب، وكان أحمدي نجاد قد أشار هذا الأسبوع إلى أن «صهاينة» يريدون اغتياله.
وفي خطابه دعا الرئيس الايراني نظيره الأميركي باراك اوباما الى عدم تضييع فرصة تبادل الوقود النووي مع ايران.
واضاف نجاد «اوباما اهدر الفرصة التي اتيحت له العام الماضي لتبادل (الوقود النووي)، واليوم سنحت هذه الفرصة مرة اخرى، لذا انصحه بألا يضيعها مجددا».
وتابع «رغم انه اضاع الكثير من الفرص بسبب هيمنة الصهاينة على مراكز القرار الأميركية حيث اضاع فرصة كبيرة لاصلاح اوضاع بلاده والعلاقات الدولية لكننا انطلاقا من الثقافة الاسلامية ننصحه بأن يستفيد من هذه الفرصة المتاحة حاليا».
واكد نجاد «نحن ابدينا استعدادنا للتبادل واعلنا رغبتنا لاستئناف الحوار في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك شرط ان يكون الحوار مبنيا على اساس العدالة والاحترام والمواضيع المطروحة من قبلنا».
وشدد على ان «بلاده لن ترضخ للضغوط ولن تتراجع عن حقوقها المشروعة امام الضغوط والتهديدات الممارسة ضدها» داعيا في الوقت نفسه الغرب الى نبذ سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الشعب الايراني.
الى ذلك، اكد وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي امس ان مسؤولية الامن في مضيق هرمز هي مسؤولية مشتركة بين سلطنة عمان وايران بل كل دول المنطقة.
وقال في مؤتمر صحافي في ختام زيارته الى سلطنة عمان التي استمرت يومين «ان استتباب الامن في مضيق هرمز هو ايضا مسؤولية واقعة على دول المنطقة برمتها».
واشار الى انه «يجب الا نفكر مطلقا في ترهيب هذه المنطقة بالغة الحساسية وان مضيق هرمز هو ممر آمن لعبور جميع السفن».
واوضح وحيدي انه التقى خلال زيارته السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان حيث تطرق معه الى موضوع الامن في المنطقة وتم التأكيد على ان الحفاظ على الامن واستتبابه في منطقة الخليج هو مسؤولية جميع دول المنطقة وان لكافة الدول مسؤوليات مشتركة للحفاظ على الامن اضافة الى تعزيز وتطوير العلاقات والروابط الدفاعية.
وقال الوزير الايراني ان السلطان قابوس اكد له على تعزيز مكانة التعاون الدفاعي بين البلدين وانه تم بحث عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واشار الى ان «هناك تعاونا دفاعيا بين البلدين الصديقين وانه بدأ منذ 10 سنوات تقريبا وان هذه العلاقات اخذت في النماء يوما بعد يوم وان زيارتي هذه للسلطنة تأتي تتويجا لهذه العلاقات من اجل تقويتها خلال السنوات المقبلة».
وتابع ان موقف سلطنة عمان ازاء الملف النووي الايراني جيد حيث ان السلطنة اكدت ان «ايران لا تسعى لصنع قنبلة نووية كما اكدت ان المجال النووي الايراني هو مجال سلمي بحت».
وعلى صعيد متصل قال الوزير وحيدي ان «الاتفاق الايراني ـ التركي ـ البرازيلي المشترك حول الملف النووي الايراني هو حقيقة بناء على النوايا الأميركية التي كانت قد طلبت في الماضي ان يكون هناك اتفاق في هذا الجانب حتى تتم التسوية».
واشار الى ان طهران «على استعداد لمواجهة أي اعتداء اجنبي عليها».
واشاد وحيدي بعمق العلاقات التي ترتبط بلاده بسلطنة عمان، مشيرا الى «انها في افضل مراحلها وانها علاقات متميزة لاسيما في الجانب السياسي».