في أول لقاء صحافي منذ حرب العراق عام 2003، دافع عراب الإفك طارق عزيز من زنزانته في بغداد عن الطاغية المقبور صدام حسين، مؤكدا انه يكن له احتراما كبيرا ويحبه!
وأعلن طارق عزيز أنه دعم قرار احتلال الكويت رغم عدم رضاه عنه قائلا «طلبت من صدام عدم غزو الكويت، لكنه حينما اتخذ القرار قلت له، قرارك سيقود الى الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا ليس في مصلحتنا، وكنت وزيرا للخارجية وقتها وكان علي الدفاع عن بلدي، فكان علي أن أدعم قراره، أرى أنني وقفت مع الجانب الصحيح».وتابع عزيز: «لقد قلت لصدام حسين في آخر لقاء لنا في المنصور إني أدعم كل شيء فعله لأنه الرئيس، وودعته».
وأكد عراب الافك أنه أمضى حتى الآن 7 سنوات و4 أشهر في السجن دون أن يرتكب أي جريمة بحق المدنيين أو العسكريين أو أي شخص آخر في العراق.
وأضاف «لقد كنت عضوا في مجلس قيادة الثورة، وقياديا في حزب البعث العربي الاشتراكي، ونائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للخارجية، كل هذه المناصب كانت لي، لكنني كنت بلا قوة».
وقال عزيز إنه إذا تحدث عن الندم في هذه المرحلة من حياته فإن الناس سيرونه منتهزا للفرص، لكنه في كل أفعاله حاول خدمة العراق وأن القرار الوحيد الذي يندم عليه هو الاستسلام للقوات الأميركية في الرابع والعشرين من أبريل 2003.
وتابع المسؤول المسيحي الوحيد والأبرز في القيادة العراقية البائدة، «كل القرارات اتخذها صدام حسين، كان لدي منصب سياسي فقط، ولم أشارك في أي جريمة اتهمت بها شخصيا، وفي العديد من الشكاوى التي قدمت، لم أجد اسمي فيها».
وأضاف عزيز أن «صدام حسين كان مقتنعا أن الغزو الأميركي لبلاده سيتم في نهاية العام 2002، وأنه حاول تحاشي الحرب بالسماح للمفتشين الدوليين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في بلاده».
وتابع «لقد كنا في صراع مع الوقت، لكننا لم نتكلم مع الحكومة الأميركية، صدام حسين اتصل بي وقال إنه يريد أن أكتب رسالة إلى رامزي كلارك (وزير العدل الأميركي السابق)، وأن أرفض الهجوم، وقد فعلت ذلك».
وقال عزيز انه والمقبور صدام كانا يعرفان أن الاحتلال سيقع لا محالة، وأضاف: «لقد أصبحت الأمور واضحة لي وللرئيس صدام حينما بدأ قادة العالم يتحدثون ضدنا، كانوا سيغزوننا على أي حال، لقد كذب بوش وبلير عالميا، لقد أرادوا تدمير العراق من أجل إسرائيل وليس من أجل بريطانيا أو أميركا».
العراق للذئاب
وعند حديثه عن الوضع العراقي الحالي، شن عراب الافك في حديثه الى جريدة «الغارديان» البريطانية هجوما شديدا على الرئيس الاميركي باراك اوباما واتهمه بـ «ترك العراق للذئاب» بقراره سحب القوات الاميركية القتالية من العراق رغم تصاعد اعمال العنف، ورأى ان الولايات المتحدة يجب ان تبقى في العراق حتى تصحح الاخطاء التي ارتكبتها منذ 2003.
وقال عزيز «كلنا ضحايا اميركا وبريطانيا اللتين قتلتا بلدنا بطرق عدة» ووجه حديثه لهما قائلا: عندما ترتكبون خطأ يجب ان تصححوه والا تتركوا العراق يموت».
وتابع عزيز ان «صدام حسين بنى العراق لثلاثين عاما، واليوم البلد مدمر. هناك عدد اكبر من المرضى مما كان عليه الوضع قبلا وكذلك من الجياع والناس لا يحصلون على اي خدمات عامة. الناس يقتلون يوميا بالعشرات ان لم يكن بالمئات».
وأضاف «عندما انتخب اوباما رئيسا ظننت انه سيصحح اخطاء سلفه جورج بوش. ولكن اوباما منافق. انه يترك العراق للذئاب».
وأعلن اوباما في الثاني من اغسطس ان القوات الاميركية المقاتلة ستخرج من العراق بحلول نهاية الشهر «طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر».
ووصف عزيز إيران بأنها «عدو العراق الأكبر»، وقال «كان علينا محاربتهم بكل ثمن، الآن إيران تبني برنامج نووي، والكل يعرف عنه، ولا أحد يفعل شيئا، لماذا؟».