تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس من مسؤولية الاعتداء على أسطول الحرية لإغاثة قطاع غزة المحاصر ومقتل تسعة نشطاء أتراك في الهجوم، وحملها وزير الدفاع إيهود باراك والقوات الإسرائيلية المسلحة. موقف نتنياهو جاء أمس في ختام إفادته أمام لجنة «تيركل» الإسرائيلية المكلفة بتقصي الحقائق بشأن الاعتداء في نهاية مايو الماضي.
بيد ان الانتقادات الشديدة التي صدرت عقب الشهادة دفعت نتنياهو الى التراجع عن اتهامه باراك بالتأكيد على انه يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأحداث. وقال نتنياهو في بيان أصدره بعد الانتقادات انه «كرئيس للحكومة فإن المسؤولية الكاملة تقع على كاهلي دائما سواء تواجدت في البلاد او خارجها وهكذا سيكون في هذه الحالة أيضا».
قبل ذلك ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو أدلى بإفادته أولا في جلسة علنية ثم انعقدت الجلسة وراء أبواب مغلقة حيث رد نتنياهو على أسئلة أعضاء اللجنة في أمور تتعلق بأمن الدولة.
وأقر نتنياهو في الجلسة العلنية للجنة صباح اليوم بان المنتدى الوزاري السباعي لم يجر في جلسته في الـ 26 من مايو الماضي أي قبل عملية الاستيلاء بـ 5 أيام بحثا معمقا في انعكاسات اللجوء الى عملية عسكرية
ولم يخض في تفاصيل العملية قبل المصادقة عليها بل اكتفى بمناقشة الناحية الإعلامية للعملية. وأضاف نتنياهو أن قيادة جيش الدفاع هي التي اختارت طريقة العمل كما هو الأمر عادة في مثل هذه الحالات مشيرا إلى أن المستوى السياسي أصدر توجيهاته للجيش بالامتناع قدر الإمكان عن وقوع احتكاكات بين الجنود وركاب قافلة السفن. وذكرت الإذاعة أن رئيس الوزراء أكد أن إسرائيل بذلت جهودا جبارة لتفادي إيقاع الإصابات في صفوف من كانوا على ظهر السفن وأوضح أنه قد أوكل إلى وزير الدفاع إيهود باراك المسؤولية عن التعامل مع قضية قافلة السفن لدى مكوثه في الخارج مشيرا إلى أنه قد خول باراك أيضا صلاحية دعوة وزراء المنتدى السباعي إلى الاجتماع إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وأعرب نتنياهو عن ثقته بأنه سيتضح بعد تقصي الحقائق أن إسرائيل وجيش الدفاع تصرفا وفقا للقوانين الدولية في عملية الاستيلاء على قافلة السفن. وقتل تسعة مواطنين أتراك خلال اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الإسرائيلية ومن كانوا على متن واحدة من ست سفن في الأسطول خلال محاولة الجانب الإسرائيلي الاستيلاء عليها. ونقلت الإذاعة عن صحيفة «هآرتس» قولها ان رئيس الوزراء تهرب ما لا يقل عن 6 مرات من الرد على أسئلة أعضاء اللجنة في الجلسة العلنية طالبا الرد عليها في الجلسة المغلقة.
لكن نتنياهو لم يسلم من انتقادات شديدة لحزب كديما المعارض وقياديون في حزب العمل الشريك في التحالف الحكومي في أعقاب شهادته أمام «لجنة تيركل». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيان لكتلة حزب «كاديما» أمس إنه «في لحظة الحقيقة يقوم نتنياهو بتوزيع التهم على الآخرين وفي فترة ولايته كرئيس للحكومة تم اختراق جميع حدود الانغلاق».
وأضاف حزب «كاديما» أن «أقوال نتنياهو تثبت أن إسرائيل هي دولة من دون زعيم ولا توجد قيادة في الحكومة ونتنياهو يدهور وضع إسرائيل إلى الحضيض ويسمح بتحويل جهاز الأمن إلى كيس للضربات ويدفع أموالا طائلة وغير مسبوقة من أجل بقائه السياسي وبالنسبة له فإنه لا يتحمل أي مسؤولية».
من جانبه قال عضو الكنيست ايتان كابل من حزب العمل إن «رئيس الحكومة لا يمكنه تحميل المسؤولية على جهات تحته وثقافة «غط مؤخرتك» ارتقت درجة ووصلت إلى الجهات الكبيرة جدا».
وأضاف كابل أنه «باستثناء حقيقة أن رئيس الحكومة لم يستوعب استنتاجات لجنة فينوغراد (التي حققت في حرب لبنان الثانية) بشأن طريقة اتخاذ القرارات في الحكومة فإنه لم يستوعب حقيقة أن الشعب في إسرائيل يتوقع منه أن يقود ويحسم وعدم الاختباء خلف الجيش والوزراء فقط».