رفضت الحكومة الاسرائيلية التعاون مع اللجنة الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على اسطول المساعدات الذي كان متجها الى قطاع غزة المحاصر أواخر مايو الماضي في حال طلبت اللجنة استجواب ضباط او جنود اسرائيليين، في حين برزت مؤشرات على قرب إطلاق المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية الولايات المتحدة.
ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تأكيده «ان اسرائيل لن تتعاون مع اي لجنة تطلب التحقيق مع جنود اسرائيليين حول أحداث قافلة السفن التي كانت متوجهة الى قطاع غزة».
وبدأت اللجنة الأممية عملها في نيويورك امس لتقصي حقائق هذه الأحداث التي استهدفت سفنا تركية ودولية في المياه الدولية أسفرت عن مقتل 9 مدنيين أتراك.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد نفى امس الاول ما ذكرته اسرائيل عن توصلها الى تفاهم مع المنظمة الدولية خلف الكواليس تمتنع اللجنة بموجبه عن التحقيق مع ضباط وجنود اسرائيليين.
ويرأس اللجنة الأممية رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر وتضم ديبلوماسيين مخضرمين من تركيا واسرائيل.
وأوضح مون ان عمل اللجنة الرئيسي «سيكون مراجعة وفحص تقارير التحقيقات الوطنية (التركية والإسرائيلية) والاتصال بالسلطات المحلية». بموازاة ذلك واصلت إسرائيل تحقيقها الخاص بالحادث امس واستجوبت لجنة ميركل التي شكلتها وزير الدفاع ايهود باراك بعد ان استجوبت امس الاول نتانياهو، حيث أعلن باراك امام لجنة التحقيق الاسرائيلية أنه يتحمل المسؤولية كاملة عن الأحداث التي رافقت اعتراض إسرائيل قافلة السفن الدولية. وقال إنه يأخذ على عاتقه المسؤولية الكاملة عما يجري في الجيش الاسرائيلي وعن التعليمات التي أصدرها المستوى العسكري خلال الحادث.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك قوله إن قرار اعتراض قافلة السفن الدولية، الذي اتخذه المنتدى الوزاري السباعي، قد اعتمد «بعد إمعان دقيق».
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن طريقة اتخاذ القرارات في هذا الموضوع كانت سليمة ومعقولة، لكن نتنياهو وصف «هذا الأسطول الذي أرسل في 31 مايو بانه يشكل استفزازا مخططا له»، مؤكدا ان «اسرائيل تأسف لفقدان أرواح بشرية لكن الحصيلة كانت ستصبح اكبر لو تصرفنا بشكل مختلف».
من جهة اخرى، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس امس الاول انه قد ينهي مأزق محادثات السلام مع اسرائيل ويستأنف المفاوضات المباشرة مع الدولة اليهودية للمرة الأولى في نحو عامين.
وصرح عباس للصحافيين بأن ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما وكثيرا من زعماء العالم يمارسون ضغوطا عليه ليوافق على اجراء مفاوضات مباشرة مع نتنياهو الذي كان قد قال انه مستعد لبدء المفاوضات على الفور.
وتحدث عباس قبيل وصول مبعوث اوباما للشرق الأوسط جورج ميتشل الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية لإجراء محادثات مع عباس ونتانياهو امس بعد 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بين الرجلين ومعاونيهما منذ مايو. لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال ان «موعد انطلاق المفاوضات سيتحقق عندما يجري الاتفاق مع اسرائيل بشأن مرجعية عملية السلام اضافة إلى التزامها بوقف الاستيطان».
واعلن ان مفاوضات عباس وميتشل كانت عميقة لكنها لم تفضي الى اتفاق حول بدء المفاوضات المباشرة.