في اطار استعدادها لأي حرب قد تشن ضدها بسبب برنامجها النووي، قام الحرس الثوري بحفر قبور جماعية للجنود الاميركيين، على ما نقلت صحيفة الـ «ديلي تلغراف» عن الجنرال حسين مقدم النائب السابق لقائد الحرس الثوري.
ونقلت الصحيفة عن مقدم قوله إن «القبور الجماعية التي استخدمj لجنود صدام تم اعادة تحضيرها مجددا للجنود الاميركيين وهذا هو سبب حفر هذا العدد الكبير من القبور الجماعية «
واعتبرت الصحيفة ان حفر القبور يحمل دلالات رمزية أكثر منه خطوة واقعية. وعللت ذلك بان لا أحد يتوقع ان تقوم القوات الاميركية بغزو بري للاراضي الايرانية في حال قرر البيت الابيض توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية موضع الخلاف المحتدم بين طهران والغرب، فيما سيكون أي رد إيراني محتمل على الضربة الأميركية موجها على الارجح الى حلفاء اميركا بالخليج والقواعد الغربية المتواجدة فيه.
واعتبرت الصحيفة ان اعلان الجنرال مقدم يشير الى أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي بات يعتمد بشكل متزايد على الحرس الثوري في دعمه سياسيا، اصبح يشعر أكثر من أي وقت بحرارة الضغوط الديبلوماسية الدولية بسبب مواقفه العدائية فيما يتعلق البرنامج النووي الايراني.
ولفتت الصحيفة في السياق عينه إلى أن واشنطن قد استفادت بشكل كامل من الانتصار الديبلوماسي الذي حققته من خلال الدور الذي لعبته في فرض حزمة جديدة من العقوبات الأممية بحق طهران، بدعم غير متوقع من جانب روسيا والصين، في شهر يونيو الماضي.
في غضون ذلك، كشفت تقارير أميركية أن إسرائيل ربما تهاجم إيران في غضون عام، وحتى دون الحصول على ضوء أخضر من واشنطن للقيام بهذا، وذلك إذا ما رأت أن الهجوم هو الحل الوحيد لوقف المسيرة النووية الإيرانية.
وكتب جيفري غولدبرغ في مقال ينشر في عدد سبتمبر المقبل من مجلة »أتلانتك» أن «هناك إجماعا يؤيد أن احتمالات تتجاوز نسبتها 50% أن إسرائيل تعتزم شن هجوم قبل يوليو القادم».
وبنى غولدبرغ تقييمه على محادثات مع أكثر من 40 من صناع القرار السابقين والحاليين في إسرائيل تضمنت «نقاشا مطولا» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين الأميركيين والعرب.
وأضاف أنه في حال شن الهجوم، فإن إسرائيل ستبلغ واشنطن أن وجود إيران نووية يشكل التهديد الأكبر على وجود الشعب اليهودي منذ هتلر.
وكتب «كما سيقول الإسرائيليون إنهم يعتقدون أن لديهم فرصة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة ثلاثة أو خمسة أعوام على الأقل، وسيؤكدون للأميركيين أن إسرائيل لم يكن لديها خيار آخر».
في سياق آخر، قال وزير الخارجية الايراني منوهر متكي أمس ان مشروع تبادل الوقود النووي لايزال مطروحا فوق طاولة المباحثات.
ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) الى متكي قوله ان هذا المشروع يعتبر «مشروعا لبناء الثقة بين جميع الاطراف المعنية ؤلايزال مطروحا فوق طاولة المباحثات».
وقال متكي قبل توجهه الى دمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد «لو ارادت اميركا وسائر القوى الغربية حل القضايا المطروحة يجب عليها الحيلولة دون تكرار وجهات نظرها الفاشلة».
وأشار الى ما وصفه بعـ«هج المواجهة» الذي ينتهجه الغرب حيال القضايا الايرانية وسياسة طهران لبناء الثقة واقامة تعاون «وهي السياسة التي تمثلت في بيان طهران لتبادل الوقود النووي».