نقلت صحيفة الغارديان عن اثنين من زعماء مجالس الصحوة أن تنظيم القاعدة يحاول العودة مجددا إلى العراق من خلال اغواء حلفائه السنة السابقين بالمال ودفع رواتب لهم أكثر من الرواتب التي يتلقونها من الحكومة العراقية.
ونسبت الصحيفة إلى الشيخ صباح الجنابي زعيم مجالس الصحوة التي تعرف أيضا باسم (أبناء العراق) في الحلة التي تبعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد قوله «إن 100 من أصل 1800 من مقاتليه لم يحصلوا على رواتبهم للشهرين الماضيين من الحكومة وهناك احتمال بأنهم يتلقون المال الآن من اعدائهم السابقين».
واضاف الشيخ الجنابي «أن تنظيم القاعدة عاد للظهور هنا بصورة كبيرة فهذه منطقتي وأنا أعرف كل شخص يعيش فيها واعرف انتماءاته أيضا».
وابلغ الزعيم الثاني في مجالس الصحوة الشيخ مصطفى الجبوري الصحيفة «أن السخط بين صفوف مقاتليه انتشر على نحو واسع مع استعداد القوات الأميركية للرحيل من العراق ولم يحصل معظمهم على رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر ويواجهون الآن حملة تجنيد لا هوادة فيها من قبل أعضاء محليين في تنظيم القاعدة».
واضاف الشيخ الجبوري أن عناصره «تتلقى عروضا مالية مغرية في ضاحيتي الدورة وعرب جبور في جنوب بغداد الخاضعتين لسيطرته وحذر الأميركيين والحكومة العراقية من أن استمرارهما في التجاهل سيجعل مجلس الصحوة أكثر يأسا ويدفعه للبحث عن طرق أخرى لكسب المال لأن مقاتليه أصبحوا سوقا سهلة للقاعدة بعد أن خيبت الحكومة العراقية أملهم وسهلت عليهم خيار الانضمام للإرهابيين».
وفيما قالت الصحيفة إن مدير مشروع مجالس الصحوة داخل لجنة المصالحة الوطنية زهير الجنابي رفض أن يكون اعضاؤها ينشقون بأعداد كبيرة وينضمون للقاعدة ووصف ما تردد حول ذلك بأنها «رواية ملفقة ومسيسة من قبل أناس معارضين للحكومة وموالين للبعثيين» اشارت إلى أن الشيخ الجنابي ابدى استعداده لتقديم لائحة بأسماء المنشقين للمسؤولين الأميركيين والعراقيين على حد سواء.
واضافت آن تنظيم القاعدة يعكف حاليا على استغلال الرحيل الوشيك للقوات القتالية الأميركية من العراق لتجنيد مقاتلين وذلك في محاولة لإظهار أنه لايزال قوة كبيرة في البلاد بعد سبع سنوات من الحرب ويعمل أيضا على الاستفادة من فراغ السلطة في العراق الذي خلفه فشل القوى السياسية في اختيار الحكومة الجديدة بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الانتخابات العامة.
وكشفت الصحيفة أيضا أن الحكومة الأميركية منحت تأشيرات للعديد من قادة وأعضاء مجالس الصحوة للهجرة إلى الولايات المتحدة وتعهدت بأن يلقوا قبولا حسنا هناك.
إلى ذلك، ذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» امس ان الواقع في العراق قد يقف عائقا أمام انسحاب القوات الأميركية منه بحسب الجدول الزمني المقرر لأن العديد من المسؤولين الأميركيين والعراقيين يعتقدون ان الوجود الأميركي يصب في مصلحة البلدين.
وبحسب الجدول الزمني المقرر فإن القوات الأميركية ستنهي عملياتها القتالية في العراق كجزء من الاتفاقية الثنائية بين واشنطن وبغداد والتي تنص أيضا على مغادرة جميع القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق في بغداد رايان كروكر «سنبقى لفترة طويلة جدا من الزمن على الأرض حتى لو كان ذلك دعما لأنظمة التسلح الأميركية» في إشارة إلى الأسلحة التي يشتريها الجيش العراقي.
وأضاف كروكر انه لطالما طرحت فكرة الإبقاء على قوة أميركية أصغر لمدة طويلة جدا في العراق. ولاحظت الصحيفة انه بعد خمسة أشهر من الانتخابات الوطنية لا يوجد حكومة عراقية للحديث معها عن الترتيبات لما بعد عام 2011. ويرى الكثير من المسؤولين العراقيين أنه من الضروري التوصل إلى ترتيبات على عدد من الجبهات.
وأوضحت ان العراق يشتري المزيد من الأسلحة الأميركية المتطورة مثل الدبابات والطائرات الحربية وستكون هناك حاجة لقوات أميركية للتدريب والصيانة. وفي الوقت نفسه يتكثف تدريب الجيش العراقي ليس على كيفية محاربة المسلحين في الداخل فحسب بل أيضا على كيفية حماية حدودهم الوطنية وهو مشروع سيستغرق سنوات عدة.