بينما ذكر رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أمس أن موجة ثانية من الفيضانات تتدفق عبر الانهار في باكستان وربما تضر بمزيد من المناطق في إقليم البنجاب وسط البلاد.
وقال قمر الزمان شودري إن «الاسوأ لم ينته بعد. الايام العشرة المقبلة ستكون حاسمة للغاية نظرا لان الموجة الثانية من الفيضانات تجتاح الان إقليم البنجاب وربما تضر بالاجزاء الجنوبية من الاقليم».
وأضاف شودري أن منسوب المياه يرتفع في نهر شيناب وربما تجتاح مدينة مولتان البالغ عدد سكانها أكثر من 4.5 ملايين نسمة.
وتابع: «على الرغم من أن السلطات فتحت بعض الصدوع لتخفيف ضغط المياه إلا أنه مازال بالامكان أن تجتاح المياه المدينة». وأصبح الوضع متوترا أيضا حول نهر إندوس حيث تتدفق المياه بسرعة أكثر من 22656 مترا مكعبا في الثانية في منطقة شاشما بإقليم البنجاب.
ومما يزيد من حدة المأساة صعوبة ايصال المعونات إلى المنكوبين وصعوبة انقاذهم، حيث أكد وزير الغذاء في باكستان نزار محمد جوندال صعوبة توزيع المعونات الإنسانية بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء الموجة الأولى من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد.
وقال جوندال في تصريح لراديو (بي بي سي) امس، إن جانبا من مخزون البلاد من القمح ربما أصابه التلف بفعل الفيضانات الأخيرة، كما أن الجزء الأعظم من محاصيل هذا العام جرفته الفيضانات، مجددا مناشدة بلاده للمجتمع الدولي لتقديم المعونات لباكستان.
بدوره حذر، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز من احتمالية ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات العارمة في حال عدم الإسراع في عمليات توصيل المساعدات للأشخاص المتضررين جراء هذه الكارثة.
ونقل راديو (سوا) أمس عن هولمز قوله «إن الأشخاص المشردين جراء الفيضانات في باكستان سيواجهون المزيد من المعاناة في حالة عدم وصول إمدادات الغذاء ومياه الشرب النظيفة إليهم في أقرب وقت». وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت المجتمع الدولي أمس الأول توفير 459 مليون دولار أميركي لمساعدة ضحايا الفيضانات في باكستان.
من جهته، قام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري امس الأول مرة بزيارة تفقدية إلى منطقة اجتاحتها الفيضانات منذ أسبوعين وذلك بعد أن واجه انتقادات لسفره للخارج في وقت أزمة ولبطء رد فعل حكومته إزاء أسوأ كارثة طبيعية تشهدها بلاده على الإطلاق. وبعد يومين من عودته إلى أرض الوطن وصل زرداري الى مدينة سوكور على ضفاف نهر إيندوس بإقليم السند الجنوبي ليتفقد آثار الدمار وجهود الإغاثة.