علقت جلسة محاكمة الكندي عمر خضر امس الاول في غوانتانامو بعدما اغمي على محامي الدفاع عنه في قاعة المحكمة اثناء ترافعه عن موكله الذي اعتقل في سن الخامسة عشرة في افغانستان ويحاكم بتهمة «ارتكاب جرائم حرب». وخلال استجوابه احد شهود الاتهام، طلب المحامي العسكري الاميركي اللفتنانت كولونيل جون جاكسون وهو محامي الدفاع الوحيد عن عمر خضر، استراحة لمدة خمس دقائق. وبحسب عدد من شهود العيان، غادرت هيئة المحلفين العسكرية القاعة عندما سقط المحامي ارضا على ركبتيه ثم اغمي عليه، وعلى الاثر نقل الضابط في سيارة اسعاف الى مركز طبي داخل القاعدة البحرية الاميركية.
وبما انه محامي الدفاع الوحيد عن خضر، علقت الجلسات حتى الاثنين وربما بعد ذلك، الى ان يتعافى، حسبما ذكر براين برويلز، احد المسؤولين عن المحامين العسكريين في غوانتانامو.
وكان بوريلز ابلغ الصحافيين بعد ساعات على الحادث بأن المحامي استعاد وعيه لكنه لايزال تحت تأثير المورفين لانه يعاني من الم شديد. واكد المسؤول ان الحادث قد يكون سببه خضوع المحامي قبل ستة اسابيع لعملية جراحية في المرارة. ويبلغ خضر من العمر 23 عاما امضى اكثر من ثلثها في معتقل غوانتانامو. وهو يمثل منذ الثلاثاء امام محكمة عسكرية استثنائية بتهمة ارتكاب «جرائم حرب». وهي اول محاكمة لمتهم لا يترافع على اساس الاعتراف بالذنب تجري امام المحاكم الاستثنائية منذ اعادت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما العمل بها.
وخلال الجلسة قال المدعي العام جيف غروهارينغ مخاطبا اعضاء هيئة المحلفين العسكرية السبعة «+انا ارهابي ادعم القاعدة+: هذه كلمات عمر خضر»، مؤكدا ان هدف الفتى هو نفسه هدف اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وهو «قتل اكبر عدد ممكن من الاميركيين». ورد محامي الدفاع على هذا الاتهام بالقول ان «عمر خضر كان في المعسكر لان والده طلب منه الذهاب الى هناك. عمر خضر كان هناك لان والده كان يكره اعداءه اكثر مما يحب ابنه».
وامضى عمر خضر، وهو نجل مسؤول كبير في تنظيم القاعدة قتل في 2003، طفولته بين كندا وافغانستان وباكستان. وقد اعتقل واصيب بجروح خطيرة بعد محاصرة القوات الاميركية لمخبأ لتنظيم القاعدة كان يتم صنع متفجرات فيه.
وهو متهم بانه فجر في ذلك اليوم في 27 يوليو 2002 وكان في الخامسة عشرة من العمر، قنبلة يدوية الصنع مما ادى الى مقتل كريستوفر سبير وهو جندي اميركي في الثامنة والعشرين. ويمثل عمر خضر الذي اصبح رجلا، كل يوم ببزة رمادية ويبتسم من حين لآخر ويتحدث الى محامي الدفاع، وهو ينفي ان يكون القى القنبلة.
واوضح المحامي جاكسون ان عمر خضر لم يلق القنبلة اذ انه كان في تلك اللحظة «خائفا وينزف دما واعمى». وقد فقد الشاب البصر في عينه اليسرى خلال المعركة. وشاهد المحلفون وهم اربع نساء وثلاثة رجال فيلما يظهر فيه عمر خضر في منزل يقوم بصنع قنابل يدوية الصنع ودفنها على حافة طريق، وكان الفتى يبتسم للكاميرا.
وحضرت الجلسة تابيثا سبير ارملة الجندي الذي قتل. ولم يبد عليها اي انفعال، واستجوب جاكسون ايضا الشاهد عن وجود «مدني» هو احد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في المعركة.
وقال للقاضي انه اذا كان موكله متهما بانتهاك قانون الحرب فان وجود مدني مسلح مع العسكريين يشكل انتهاكا لقانون الحرب ايضا. ويرى محامو خضر ان محاكمته هي «اول محاكمة لطفل جندي في التاريخ المعاصر»، واغمي على المحامي بينما كان يخوض معركة شرسة مع الادعاء. فقد قرر القاضي العسكري باتريك باريش قبول كل الافادات التي قدمها عمر خضر خلال جلسات استجوابه بعد اعتقاله، في باغرام ثم في غوانتانامو.