بيروت - عمر حبنجر
الاعتداء على القوات الدولية في الجنوب مازال موضع الاهتمام اللبناني في الداخل والخارج الى جانب متابعة الوضع في مخيم نهر البارد، حيث تستمر المناوشات بين الجيش وبين جماعة فتح الاسلام وحلفائها في المحور الجنوبي من المخيم بغياب اي معالجات او وساطات، ووسط المخاوف من نقل عدوى الحرب الى منطقة الناعمة جنوب بيروت حيث تمسك «الجبهة الشعبية» بأنفاق مسيطرة على الطريق الساحلي والمطار.
على صعيد الداخل اللبناني والى جانب التحقيقات الناشطة في اثر السيارة التي فجرت بطريق الدورية الاسبانية، توالت رسائل التعزية على الحكومة الاسبانية والسفارة الاسبانية والامانة العامة للامم المتحدة بشهداء السلام الذين جرى تشييعهم في بلادهم امس.
على صعيد الخارج، تحولت باريس الى موقع لقمة دولية حول لبنان بعد التعثر الذي منيت به مهمة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وشاركت في هذه اللقاءات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فضلا عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وتقول معلومات من العاصمة الفرنسية ان واشنطن منزعجة من التحرك الفرنسي الذي قام به السفير جان كلود كوسران في لبنان والمنطقة، حيث ظهرت فرنسا بموقع الوسيط بمعزل عن الجهات الدولية الحليفة الاخرى.
وكان الرئيس السنيورة التقى صباحا وزيرة الخارجية الاميركية التي اشادت بصلابته، وابدت - بحسب المتحدث باسمها شون ماكورماك - اعجابها بطريقة معالجة الحكومة اللبنانية ورئيسها للاوضاع السائدة في لبنان، وجددت دعم واشنطن والمجتمع الدولي للسنيورة وحكومته من اجل الديموقراطية والحرية.
وفي حديث اذاعي، قال السنيورة ان اللقاء مع رايس كان مطولا وتم خلاله بحث كل المسائل التي تهم اللبنانيين، خصوصا الاعتداء على القوات الدولية.
واضاف انه تم التطرق الى الامور التي جرى التباحث بشأنها في السابق والتي يجري تنفيذها الآن وتتعلق بالمساعدات للبنان.
وكان السنيورة التقى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة عمرو موسى، واتهم سورية مباشرة بالتفجير الذي استهدف القوة الاسبانية، وقال ان معرفة المسؤول عن هذا العمل الارهابي يجب ان تنبع من التصريحات السابقة التي توحي بالعبث باستقرار لبنان. وقال انه بحث مع الرئيس الفرنسي تجميد المبادرة الفرنسية بانتظار ما ستؤول اليه مبادرة الجامعة العربية.
وبعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وصف السنيورة محادثاته معه بالمعمقة، وانه لمس منه التمسك بدعم لبنان واستقراره وسيادته وحريته واستقلاله، وان فرنسا لم تغير موقفها في دعم الحكومة اللبنانية، وانها مستمرة في تقديم كل العون في شتى المجالات.
في هذا الوقت، تسلم مجلس الامن امس التقرير المرحلي حول تنفيذ القرار 1701 على ان يرفع الى المجلس في غضون ايام تقرير اللجنة الدولية المكلفة بمراقبة الحدود اللبنانية - السورية.
في غضون ذلك، استمرت المناوشات بين الجيش وبين بقايا فتح الاسلام في مخيم نهر البارد، وقالت معلومات رسمية ان الجيش انتشل جثث 16 عنصرا من هذه الجماعة من تحت ركام المواقع التي دمرها.
وتحدثت مصادر فلسطينية مستقلة عن اتجاهات لتوفير الدعم لجماعة العبسي المحاصرين داخل المخيم القديم بشتى السبل من اجل ادامة القتال اكبر وقت ممكن.
واضافت المصادر لـ «الأنباء» ان الفصائل الفلسطينية المعارضة التي تقدم الدعم غير المباشر لهذه الجماعة وعلى رأسها الجبهة الشعبية القيادة العامة تتوقع ان ينقل الجيش عملياته الى المواقع العسكرية الفلسطينية الاخرى الواقعة خارج المخيمات، لذلك قررت هذه الفصائل تقديم الدعم لفتح الاسلام في مخيم البارد لمواصلة اشغال الجيش هناك.
الصفحة في ملف ( pdf )