ذكرت شبكة «سي ان ان» الاخبارية ان الولايات المتحدة سحبت امس الأول آخر وحدة مقاتلة من العراق، في خطوة ستسمح للرئيس الأميركي باراك اوباما بتخفيض عدد قوات بلاده هناك الى 50 ألفا بنهاية 31 أغسطس الجاري.
وقال مسؤول كبير في إدارة اوباما إن عدد القوات الأميركية في العراق حاليا انخفض إلى 56 ألف جندي لتصل الى 50 ألفا عند إتمام عملية انسحاب القوات المقاتلة بحلول 31 أغسطس. وأضاف المسؤول ذاته لرويترز ان القوات التي ستبقى ستواصل تدريب وحدات القوات المسلحة والشرطة العراقيين.
والوفاء بموعد الحادي والثلاثين من أغسطس يعني ان الرئيس باراك اوباما يسير نحو هدفه لتحقيق وعوده للأميركيين بأن جميع القوات الأميركية ستنسحب من العراق بحلول نهاية 2011 حتى وهو يخوض صراعا صعبا في افغانستان.
وشن الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الغزو الأميركي على العراق في 2003. لكن الحرب فقدت التأييد الشعبي بين الأميركيين مع تزايد عدد القتلى بين صفوف القوات الأميركية وسط عنف طائفي متنام.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) انه حتى امس الأول بلغ عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ الغزو 4419 قتيلا.
وبثت شبكة تلفزيون «إن.بي.سي. نيوز» صور القوات المقاتلة الأميركية وهي تغادر العراق عبر الكويت. ورافق مراسل الشبكة التلفزيونية لواء سترايكر الرابع اثناء مغادرته برا خلال الليل ووصوله إلى الكويت قبيل الساعة الرابعة صباح امس الأول.
وأظهرت لقطات تلفزيونية القافلة وهي تمر عبر البوابات الحدودية. ولدى بث شبكة «ام اس ان بي سي» صورا لدبابات أميركية تجتاز الحدود العراقية الى الكويت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في تصريحات مباشرة انها «لحظة تاريخية» وأشار الى ان الالتزام الأميركي في العراق صلب وطويل الأمد.
وقال كراولي «آخر ما نريده، هو بروز مناسبة جديدة لارسال جنود الى العراق وان يكون علينا إنهاء مرحلة القتال مجددا». وتابع «نحن لا نضع حدا لالتزامنا في العراق. سيكون امامنا عمل هام لانجازه.. هذه ليست نهاية امر ما، بل انتقال نحو شيء مختلف».
وأشار الى ان النزاع العراقي الذي أدى الى مقتل نحو 4400 أميركي، وكلف واشنطن ألف مليار دولار، كان له «ثمن مرتفع»، موضحا «اننا قمنا باستثمارات ثقيلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار ولينخرط العراق وجيرانه في وضع اكثر سلمية بكثير، يخدم مصالحهم ومصالحنا».
ورغم تراجع العنف بدرجة كبيرة في العراق منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 لايزال الوضع في العراق هشا للغاية ولم يحسم قادته عددا من القضايا السياسية المتفجرة التي يمكن بسهولة ان تشعل قتالا جديدا.
وأعلن أوباما انه لن يبقى جندي أميركي في الخدمة في العراق بعد يناير عام 2012 ومع إظهار استطلاعات الرأي نفاد صبر الأميركيين من نحو عشر سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق فان اي قرار بتمديد مهمة الجيش الأميركي في العراق سيشكل خطرا كبيرا على أوباما الذي يستعد لخوض انتخابات الرئاسة عام 2012. وفي رسالة مؤرخة بيوم 18 اغسطس الجاري تم نشرها على الموقع الالكتروني للبيت الأبيض، حيا الرئيس الأميركي انتهاء المهام القتالية.
وكتب اوباما في الرسالة «اليوم، أعلن بسعادة انه بفضل الخدمة المذهلة لجنودنا ومدنيينا في العراق، ستنتهي مهمتنا القتالية في أغسطس الجاري وسننجز انسحابا مهما لقواتنا».
ويأتي انسحاب الفرقة الرابعة غداة تفجير انتحاري استهدف مركزا لتجنيد المتطوعين في الجيش في بغداد، وأدى الى سقوط 59 قتيلا وجرح مائة على الأقل.
وينص اتفاق بين واشنطن وبغداد على انسحاب آخر جندي أميركي من العراق بحلول نهاية العام 2011.