قال مسؤولون اميركيون امس الاول ان القوات الاميركية التي بقيت في العراق ستواصل القيام بمهام قتالية ضد المسلحين الاسلاميين في اطار مكافحة الارهاب، على الرغم من تحول مهمتها الى تقديم «الاستشارة والتدريب» للجيش العراقي.
ووصفت الولايات المتحدة انسحاب آخر كتيبة قتالية من العراق امس الاول بأنه «لحظة تاريخية» للوجود الاميركي المثير للجدل في هذا البلد، بعد سبعة اعوام من الحرب التي اسقط فيها نظام المقبور صدام حسين.
ورغم ان الخمسين الف جندي الذين بقوا في العراق لن تعود مهمتهم رسميا قتالية بعد الاول من سبتمبر، فإنهم سيكونون مسلحين جيدا وقد يشاركون في عمليات لملاحقة عناصر القاعدة ومتطرفين آخرين.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) لشبكة التلفزيون الاميركية «ام اس ان بي سي» «لا اعتقد ان احدا اعلن انتهاء الحرب حتى الآن، على حد علمي».
واضاف ان «مكافحة الارهاب مازالت جزءا من مهامهم»، مشيرا بذلك الى محاربة شبكات الناشطين. وستعمل القوات التي بقيت في اطار «ست كتائب استشارية وتدريبية»، عبر المشاركة في العمليات بطلب من سلطات بغداد والقيام بدور اسناد للوحدات العراقية.
وقال الميجور كريستوفر بيرين لوكالة فرانس برس ان القوات الاميركية «ستواصل العمل ضمن عمليات مكافحة ارهاب مشتركة» في اطار جهود «لمساعدة القوات الامنية العراقية على ابقاء الضغط على الشبكات المتطرفة وحماية مواطني العراق».
والكتائب الاميركية الست مزودة برجال آليين وطائرات تسير عن بعد وفرق كلاب لملاحقة ناشطين وكشف القنابل المزروعة في الطرق، مع خبراء في الاستخبارات والمسائل اللوجستية. وكشفت التفجيرات الاخيرة التهديد الذي مازال يشكله تنظيم القاعدة وغيره في العراق مع ان التنظيم تعرض لضربات قاسية بمقتل عدد من قادته ونقص تمويله.
وكان قائد العمليات الخاصة الاميركي البريغادير جنرال باتريك هيغينز قال لصحيفة واشنطن بوست هذا الشهر ان بنية القاعدة في العراق «مازالت شبه سليمة».
وعلى الرغم من خفض القوات القتالية في العراق، ستبقى القيادة الاميركية للعمليات الخاصة التي تركز على مكافحة الارهاب، بالحجم نفسه وهو 4500 رجل. وقال موريل «لن نشن اي عمليات قتالية بمفردنا اعتبارا من تلك اللحظة».
واضاف «عندما يريدون مطاردة شخص شرير ويريدون مساعدتنا في القيام بذلك، يطلبون مساعدتنا وسنلاحقه معا».
وتابع ان القوات الاميركية تملك حق الدفاع عن نفسها في اي وضع «عندما يكون ذلك ضروريا».
وقد يستمر الوجود العسكري الاميركي مع انخفاضه الى حد كبير، لفترة طويلة بعد 2011 الموعد المحدد لمغادرة كل القوات الاميركية العراق، بموجب الاتفاقية الامنية. واكد قادة عسكريون من البلدين ان العراق قد يحتاج مساعدة من القوات الاميركية بعد 2011.
إلى ذلك، قال القيادي البارز في القائمة العراقية اسامة النجيفي ان رئيس القائمة اياد علاوي تسلم رسالة من رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حول تصريحاته الاخيرة وابدى فيها استعداده لبدء صفحة جديدة.
واضاف النجيفي، في مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، ان عضو دولة القانون علي الدباغ زار رئيس القائمة العراقية اياد علاوي اول من امس وتمت خلال الزيارة التهيئة للقاءات جديدة بين علاوي والمالكي.