عواصم ـ أحمد عبدالله ووكالات
ردا على إعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس الاول ان مفاوضات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستستأنف في الثاني من سبتمبر في واشنطن بحضور الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه موافقة المنظمة على استئناف مفاوضات السلام المباشرة مع اسرائيل.
وقال عقب اجتماع اللجنة في رام الله بالضفة الغربية «على اساس بيان اللجنة الرباعية الدولية الذي صدر، فإن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعلن موافقتها على استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وعلى حضور الاجتماع» الذي دعت اليه وزيرة الخارجية الأميركية مطلع سبتمبر.
وتابع بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «اننا ومن منطلق تأكيد اللجنة الرباعية في بيانها الأخير على التزامها الكامل ببياناتها السابقة، وكذلك تأكيد اللجنة الرباعية على وقف إسرائيل الشامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، وذلك بالإضافة لتأكيد اللجنة الرباعية على عدم اعتراف المجتمع الدولي بضم إسرائيل للقدس الشرقية، نعرب عن قبولنا للدعوة لإطلاق مفاوضات مباشرة بشأن كافة قضايا الوضع الدائم فورا وبما يكفل انجازها في غضون عام واحد».
واضافت اللجنة التنفيذية في بيانها ان إسرائيل «اذا امتنعت عن الوقف التام لجميع الانشطة الاستيطانية في الارض الفلسطينية المحتلة بأكملها، فإنها تهدد بالتالي استمرار المفاوضات المباشرة».
إلا ان حركة حماس أعلنت رفضها الدعوة الاميركية لاستئناف المفاوضات المباشرة، قائلة ان هذه الدعوة «وما يمكن ان يترتب عليها من نتائج لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء».
في المقابل، رحب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بالدعوة الاميركية إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات المباشرة.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية عن نتنياهو قوله «إن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي صعب جدا ولكنه ممكن جدا أيضا، سنبدأ هذه المفاوضات من منطلق الإيمان فيها ومن اجل التوصل إلى اتفاق تسوية سلمية بين الشعبين على أساس تحقيق المصالح الاسرائيلية وعلى رأسها الأمن».
من جانبه، قال سفير الولايات المتحدة الاسبق في إسرائيل ورئيس مركز سابان للدراسات في واشنطن مارتن آنديك ان بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين يمثل «مخاطرة سياسية كبيرة لادارة الرئيس باراك اوباما ولكل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وشرح آنديك ذلك في حوار مع «الانباء» بقوله: «هناك فرصة محدودة للنجاح في تلك المفاوضات. وفي حالة الفشل فإن ادارة الرئيس أوباما ستكون قد دفعت بالخلافات الى لحظة النضج بأسرع مما ينبغي وفي لحظة لا توجد فيها قنوات اخرى لامتصاص التباين المحتمل في المواقف».
وقال آنديك ان المبعوث الخاص جورج ميتشيل يبدو متفائلا، وتابع «السيناتور ميتشيل معروف بدأبه الشديد وصبره. وقد أوضح انه متفائل ولكن قياس احتمالات النجاح والفشل يأتي على أسس موضوعية. ان الفوارق بين مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين في قضية مثل القدس او قضية مثل عودة اللاجئين هي خلافات كبيرة للغاية».
وتابع «نتنياهو عرف بتشدده في قضية القدس وعودة اللاجئين. وقد رفض بيان اللجنة الرباعية الدولية لانه تضمن اشارة الى حدود 1967. ويبدو لي ان ذلك يقدم نموذجا للموقف المتصلب الذي سيحمله الاسرائيليون الى طاولة المفاوضات. وعلى الرغم من ذلك فان وجود نتنياهو في رئاسة الوزراء يبدو الضمان الوحيد لتمرير اي اتفاق للسلام بافتراض ان المفاوضات توصلت الى مثل ذلك الاتفاق».
وقال آنديك انه لا يعرف اذا كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد وضعت سيناريو فشل المفاوضات في حساباتها.
وأوضح ذلك بقوله «اذا فشلت المفاوضات فإن الإدارة لا تملك غطاء سياسيا. ربما يتوافر لديها غطاء إعلامي بان تقول انها حاولت ولم تفلح وان المحاولة كانت ضرورية فيما تقع مسؤولية الفشل على الطرفين المتفاوضين. غير ان ذلك لن يغير من الأمر شيئا. فثمة رهان سياسي واضح قامت به الإدارة على ورقة قد لا تكون رابحة اذ ان فرصة خسارتها اكبر من فرصة ربحها. وستكون هناك تداعيات سياسية وإستراتيجية للفشل تصب في قناة المتشددين في المنطقة وتهز من مواقف المعتدلين. ولا أعرف اذا كانت الإدارة قد أدخلت ذلك في حسابها».