أبقت قيادات الحزب الوطني الحاكم في مصر حالة «الغموض» بشأن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكدت أن هناك «إجماعا» على أن الرئيس حسني مبارك هو مرشح الحزب لفترة رئاسية جديدة، في الوقت نفسه تحدثت صراحة عن أن نجله جمال يعد أحد البدائل المطروحة.
فقد أكد الأمين العام للحزب الحاكم، صفوت الشريف، أن «قيادات وقواعد وأمانات» الحزب الوطني «تجمع على أن الرئيس مبارك مرشح باسم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، إلا أنه أشار إلى أن مسألة الترشيح تتوقف على مبارك نفسه.
وقال الشريف، في تصريحات نقلها موقع «أخبار مصر» أمس: «نحن ننتظر قرار الرئيس نفسه، فنحن لا نفتئت ولا نجترئ علي رغبته، كما أن للترشيح الرئاسي داخل الوطني توقيتات وقواعد منظمة لا يمكن تجاوزها».
ونفى أمين عام الحزب الحاكم، وهو أيضا رئيس مجلس الشورى، علاقة الحزب الوطني بحملة جمع التوقيعات باسم أمين لجنة السياسات بالحزب، جمال مبارك، وقال إنه «جرت مناقشة تلك الظاهرة حزبيا واستنكارها»، كما أفاد بأنه تمت مساءلة رجل الأعمال إبراهيم كامل، القيادي بالحزب، الذي نفى تمويله لتلك الحملة.
من جانبه، قال أمين الإعلام بالحزب الوطني، علي الدين هلال، إن اسم جمال مبارك مطروح لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة في 2011، وأكد أن «الشروط التي وضعها القانون تنطبق عليه»، في إشارة قوية من جانب الحزب الحاكم الى أن نجل الرئيس قد يكون المرشح المحتمل للحزب.
وذكر القيادي بالحزب الحاكم: «نحن لا نستطيع أن نفرض على الرئيس أن يرشح نفسه، هذا قراره وفقا لظروفه ورؤيته لدوره ومهمته، إذا قرر فنحن معه، وإذا لم يقرر فجمال أحد الأشخاص الذين يمكن النظر في شأن ترشيحهم»، إلا أنه استدرك قائلا إن «مرشح الوطني غير معروف، والحزب لم يتفق سلفا على شخص بعينه».
وأوضح هلال، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي التابع للتلفزيون المصري، إن الشروط التي وضعها القانون تنطبق على جمال، كما تنطبق على 49 عضوا في الحزب، في إشارة لأعضاء الهيئة العليا، ثم استدرك مجددا وقال إنها تنطبق على أربعة أو خمسة أشخاص فقط.
ورفض هلال اعتبار ترشيح نجل الرئيس لانتخابات الرئاسة «توريثا»، مشيرا إلى أن الانتخابات ستجري في «إطار مفتوح، وفيها مرشحون أقوياء، وتتابعها أجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وتتسم بالنزاهة والشفافية».
كما اعتبر أن «الناس الغلابة (البسطاء) في الشارع غير مشغولين بهذه القضية، ولا شاغلهم مين اللي بيحكمهم»، على حد قوله.
ويشار إلى أن مبارك يتولى الرئاسة منذ عام 1981، ويقضي حاليا فترة رئاسته الخامسة، ويعتقد كثير من المصريين أن نجله جمال سيخلفه في الرئاسة، فيما نفت عائلة مبارك أي خطط للتوريث.