تتواصل الأزمة الانسانية باكستان في التفاقم اذ امرت السلطات امس باخلاء رابع مدينة جنوبية خلال يومين بسبب الفيضانات المدمرة التي تضرب البلاد منذ نحو شهر، وبموجب امر الاخلاء ينبغي على 300 الف نسمة اخلاء ممتلكاتهم باتجاه اماكن اكثر امانا فيما يحتدم التنافس بين الحكومة المدعومة من واشنطن وبين الحركات الاسلامية على كسب تأييد المنكوبين عبر اغاثتهم.
وقال المسؤول الكبير في الحكومة المحلية منصور شيخ لوكالة فرانس برس «لقد امرنا سكان مدينة ثاتا ليل الخميس (امس الاول) بالذهاب الى اماكن اكثر امانا بعد ان احدثت الفيضانات ثغرة في سد اقيم في قرية فقير جوغوث».
واشار الى ان 70% على الاقل من سكان المدينة انتقلوا الى مناطق اكثر امانا. واضاف ان مهندسي الجيش يحاولون اصلاح السد في موقع يبعد بضعة كيلومترات شرق المدينة.
وقال شيخ «نأمل ان يتمكن المهندسون (العسكريون) من اصلاح الثغرة في السد والا ستجتاح الفيضانات مدينة ثاتا».
واعلن ان قرى سوجوال وميربور باثورو ودارو المجاورة تم اخلاؤها، والحقت الكارثة التي سببتها الامطار الموسمية الضرر باكثر من 17 مليون شخص في باكستان وخلفت 8 ملايين منكوب يعتمدون على المساعدات.
واكدت الحكومة الباكستانية وفاة 1600 شخص وجرح 2366 آخرين كما حذر مسؤولون رسميون من ان ملايين الاشخاص يواجهون خطر تفشي الاوبئة ونقص المواد الغذائية.
وتدعم واشنطن حكومة باكستان بالمال والسلاح لمقاتلة حركة طالبان المنتشرة على طول الحدود المحاذية لافغانستان.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الولايات المتحدة شهدت ادلة على أن متشددين باكستانيين وجمعيات خيرية لها صلات بهم يعززون دورهم في الاغاثة من الفيضانات في إطار سعيهم لكسب الدعم الشعبي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المتشددين يوزعون حتى الاموال على المنكوبين.
وزادت الفيضانات من كرم الولايات المتحدة لباكستان لمنع الاسلاميين الناشطين بقوة في اعمال الاغاثة من كسب التأييد الشعبي على حساب الحكومة.
ورفعت واشنطن مساعداتها المالية لباكستان لتصل الى 200 مليون دولار بعدما قررت تحويل 50 مليون دولار من المساعدات الطويلة الاجل التي كانت مقررة لهذا البلد الى مساعدات فورية.