رغم بدء انحسارها في عدد من المناطق، غمرت مياه الفيضانات المتنامية من نهر اندوس مدينة أخرى وعشرات القرى أمس في جنوب باكستان في الوقت الذي يحاول فيه الجنود وعمال الإنقاذ إنقاذ مدينة تاريخية أخرى.
وقال خير محمد كالورو مدير إدارة العمليات بهيئة ادارة الكوارث بإقليم السند «لقد دخلت المياه مدينة ساجوال التي يقطن بها 200 ألف نسمة».
وأضاف «منذ أن حدثت انشقاقات في سدود رئيسة أيام غمرت مياه الفيضانات من نهر اندوس 350 قرية».
وقال كالورو إن القوات والعاملين في إدارة الري الاقليمية يقومون بتقوية سد يقع على بعد كيلومترين من ثاتا في محاولة لإنقاذ المركز الثقافي الذي يعيش فيه 300 ألف شخص.
وتابع «نحن لا نعلم ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح أم لا ولكنهم يعملون ليلا ونهارا، وقد جرى إجلاء 70% من سكان مدينة «ثاتا» كما أن الذين لم يتركوا منازلهم على استعداد للمغادرة إذا خرقت المياه السد».
هذا وأصبحت منطقة وادي السند المنخفضة في ولاية السند الجنوبية في الأيام الأخيرة، المنطقة التي تغمر مياه الفيضانات اكبر أجزاء منها في حين حلت الوحول مكان المياه في الولايات الأخرى وخصوصا في الشمال والوسط. وقال هادي بخش كالهورو المسؤول في منطقة ثاتا الأكثر تضررا، لوكالة فرانس برس ان هذا النزوح مستمر لكنه بدأ يتراجع لان «كل الناس تقريبا فروا من المناطق المهددة».
هنا بدت الحقول والقرى وكأنها تسبح في بحيرة عملاقة موحلة تلوح فيها رؤوس بعض الأشجار والأسطح والمآذن.
واتخذ بعض المنكوبين المساكين من أعلى السدود التي صمدت، مساكن لهم بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس الذين كانوا في مروحية للجيش ترمي لهم مؤنا.
وأصبحت ثاتا كبرى مدد الإقليم، منذ يومين مدينة أشباح هجرها معظم سكانها البالغ عددهم 300 الف نسمة.
وأشار كالهورو الى ان «المدينة لم تمس لكن المياه على بعد كيلومترين عنها».
ولم تصمد ثلاثة سدود كانت تحميها وظهرت فيها ثغرات. ويعمل الجيش يسانده عمال بلديون على سد ثغرة كبيرة يبلغ قطرها نحو عشرين مترا على بعد نحو كيلومترين عن المدينة.
وتابع ان «العسكريين والعمال يبذلون جهودا شاقة لتطويق المياه وإنقاذ ثاتا ونأمل في ان يتحقق ذلك في اليومين المقبلين». وصرح خبراء الأرصاد الجوية بأن منسوب المياه في معظم الأنهار ينخفض كما توقعوا ألا تهطل المزيد من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته قال قمر الزمان تشودري كبير خبراء الأرصاد الجوية الحكوميين «نعتقد أن الأمر سيحتاج لعشرة أو 12 يوما أخرى حتى تعود الأنهار في إقليم السند إلى مستوياتها الطبيعية، ومن ثم مازال علينا توخي الحرص».
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير مع العثور على جثث المزيد من المفقودين.
وذكرت الأمم المتحدة أن عمال الإغاثة يشعرون بقلق متزايد إزاء الأمراض والجوع خاصة بين الأطفال في مناطق كانت تعاني من سوء التغذية حتى قبل الكارثة.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 72 ألف طفل ممن يعانون من سوء التغذية في المناطق المتأثرة بالفيضانات معرضون للوفاة.
واجتاحت الفيضانات التي بدأت منذ شهر إثر هطول أمطار موسمية غزيرة في الأجزاء الشمالية من البلاد خمس باكستان وشردت أكثر من 17 مليون شخص.
واقرأ ايضاً:
البرجس: الإغاثات تجسّد متانة العلاقة الأخوية مع باكستان
الرئيس الشيشاني يقود بنفسه مواجهات مع مسلحين ومقتل 12 منهم
معلومات عن تعهد المالكي لأميركا بإنهاء الوجود الإيراني مقابل دعمه
العراق والسلام في الشرق الأوسط في مقدمة الملفات أمام أوباما العائد من إجازته
نتنياهو يحدد أهداف إسرائيل من المفاوضات: الاعتراف بيهودية إسرائيل وأمنها وإنهاء الصراع
إيران تدشن إنتاج قذائف متطورة مداها 45 كلم تعمل بالوقود الصلب
تركيا ترفض استقبال نتنياهو قبل حل قضية أسطول الحرية