بدأت سيول المياه في الانحسار في وادي السند لتكشف عن اهوال ما بعد الكارثة المتوقع ان تسفر عن آلاف الضحايا والمزيد من القتلى، كما انحرفت عن مدينة ثاتا الكبيرة التي اخليت من سكانها، على ما اعلنت امس السلطات في جنوب باكستان البلد الذي يشهد منذ اكثر من شهر اسوأ فيضانات في تاريخه.
وقال هادي بخش كالهورو المسؤول الكبير في الادارة المحلية لاقليم ثاتا صباح امس لوكالة فرانس برس المنطقة الاشد تضررا في ولاية السند الجنوبية، «المياه آخذة في التدفق باتجاه البحر وهي في انحسار وبدأ العديد من السكان في العودة الى منازلهم».
ومنذ ايام خلت مدينة ثاتا من سكانها الـ 300 الف بعدما غمرت مياه الفيضانات القرى المحيطة بها، ويجهد عسكريون وعمال منذ اربعة ايام في محاولة لسد ثغرة كبيرة في السد الرئيسي الذي يحمي المدينة.
واضاف كالهورو «تم سد نصف الثغرة ولحسن الحظ بدأت السيول تغير اتجاهها وتبتعد عن المدينة واحيائها المكتظة» معتبرا ان الخطر زال تقريبا عن ثاتا. بدوره اكد قمر الزمان شودري رئيس ادارة الارصاد الوطنية في اسلام اباد لوكالة فرانس برس ان مستوى مياه السد الرئيسي في المنطقة في كوتري قرب مدينة حيدر اباد الكبيرة، انخفض»، لكنه اضاف ان الخطر لا يزال قائما «خصوصا في الاماكن التي لم تصمد فيها السدود». وحذر المركز المختص بالفيضانات من ان مستوى المياه في نهر السند سيبقى «مرتفعا استثنائيا لـ 24 ساعة اضافية»، واصبح وادي السند (جنوب) في الايام الاخيرة المنطقة الاكثر تأثرا بالفيضانات في باكستان حيث تحولت المياه في الوسط والشمال اساسا الى وحول لينكشف مع انحسار المياه حجم اسوأ كارثة انسانية في تاريخ هذا البلد البالغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.
وتم منذ بداية اغسطس اجلاء اكثر من سبعة ملايين شخص في السند بينهم اكثر من مليون بين الجمعة والسبت، بحسب الامم المتحدة والسلطات المحلية، وفي الاقليم في محيط مدينة ثاتا اختفت حقول وقرى تحت الوحل.
وبعد اكثر من شهر على بدء الفيضانات فان ثمانية ملايين منكوب بينهم حوالي خمسة ملايين شخص دون مأوى بحاجة الى مساعدات عاجلة بحسب الامم المتحدة، وتدفق سكان وادي السند باعداد كبيرة سيرفع على الارجح هذه الارقام. من جهة أخرى، أعلن أكمل الدين إحسان أوغلو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أن الدول والمنظمات الإسلامية والأفراد المسلمين تعهدوا بتقديم ما يقرب من مليار دولار نقدا وإمدادات إغاثة لمساعدة باكستان على مواجهة أسوأ فيضانات في تاريخ البلاد.
جاء هذا الإعلان في وقت غمرت فيه مياه الفيضانات بلدة سوجوال الكبيرة في جنوب باكستان وتسعى السلطات جاهدة لبناء سدود جديدة بالطين والحجارة لمنع واحدة من كبرى مدن المنطقة من أن تعانى نفس المصير.
ومن المحتمل أن أكمل الدين إحسان أوغلو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضوا، كان يرد على الانتقادات التي وجهها البعض إلى المسؤولين في العالم الإسلامي لعدم المساهمة بما فيه الكفاية في مساعدة باكستان في محنتها بإعلانه أن المسلمين تعهدوا بتقديم نحو مليار دولار لباكستان.
وقال أوغلو إن هذه التعهدات جاءت من الدول والمنظمات غير الحكومية الإسلامية، ومؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي وحملات جمع التبرعات التي نظمت في السعودية وتركيا والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر.