طوال يومين آثار الزعيم الليبي معمر القذافي الجدل أثناء زيارته لروما بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية ليوم الصداقة الليبية الإيطالية والتي انتهت امس حيث توجه بمواكبة أربع حافلات تغص بالفتيات إلى معرض فوتوغرافي امس الاول في مقر المعهد الثقافي الليبي في العاصمة روما افتتحه بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني.
وكان القذافي تصدر عناوين الأخبار الأحد بعد أن قدم نسخا من القرآن لمائتي شابة تعملن لدى وكالة لتوظيف المضيفات وقال لهن ان الإسلام يجب أن يكون «دين أوروبا».
وأفادت تقارير بان ثلاثا من الفتيات قلن للقذافي انهن سيعتنقن الإسلام.
وذكرت وكالة «أنسا» إيطالية للأنباء ان الفتيات اللواتي رافقن القذافي إلى المعرض هن على الأرجح من الوكالة ذاتها لتوظيف المضيفات (هوستس ويب) التي أمنت للقذافي جمهوره النسائي في مناسبات سابقة بينها تلك أثناء زيارته إلى إيطاليا في نوفمبر الماضي.
ووصلت عشرات الشابات إلى المعهد الثقافي الليبي امس الاول وهن يرتدين الحجاب في حين وضعت أخريات قلادات تحمل صور القذافي.
وقال عضو في حزب برسكوني حزب شعب الحرية بوتيتو سالتو «أحب أن أرى الاستقبال الذي سيلقاه برلسكوني إذا حاول أن يبيع أناجيل في طرابلس».
ولفتت «فاريفوتورو» وهي مؤسسة سياسية مقربة من رئيس البرلمان جيانفرانكو فيني إلى ان «إيطاليا تتحول إلى ديزني لاند القذافي».
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بعلاقات ايطاليا مع ليبيا في الحفل الذي حضره امس الاول بعض من أكبر الاسماء في قطاع الاعمال الايطالي منهم كثيرون يأملون في الظفر بعقود مربحة في الدولة الغنية بالطاقة الواقعة على الطرف الاخر من البحر المتوسط.
الى ذلك، قال الزعيم الليبي معمر القذافي امس ان النساء تحظين بالاحترام في ليبيا أكثر من الدول الغربية ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن إيلينا راكوفيتشيانو واحدة من بين 200 عارضة أزياء إيطالية شاركن في لقاء مع القذافي في منزل السفير الليبي في روما ان القذافي قال في اللقاء ان ليبيا تحترم النساء أكثر مما تفعل الدول الغربية.
وأشارت إلى ان اللقاء كان مركزا جدا ومر بسرعة على الرغم من أنه دام ساعتين وقالت «تحدثنا عن أمور كثيرة وفي النهاية سلمت العقيد كل واحدة منا نسخة من القرآن وكتابا عن الثورة الليبية» في إشارة إلى الكتاب الأخضر.
وأضافت «تحدثنا بشكل خاص عن دور المرأة في إيطاليا ووجدنا انه حتى لو كانت لدى النساء الإيطاليات الحرية لاختيار عمل فإن النساء الليبيات لديهن خيارات ولسن تابعات للرجال ويحظين باحترام أكثر في ليبيا».
وطالب الزعيم الليبي الاتحاد الأوروبي بتقديم 5 مليارات يورو سنويا على الأقل إلى ليبيا لكي توقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية.
وقال القذافي إن وقف الهجرة إلى أوروبا «يتطلب عملا عظيما وأن ليبيا لا يمكنها أن تكون حارسا على أوروبا بمفردها وبدون دعم».
وأكد القذافي أن ما تطلبه ليبيا شيء يسير وممكن لمواجهة الهجرة غير الشرعية مبينا أنه بقدر ما يتم العمل على إيقاف هذه الظاهرة انطلاقا من الأراضي الليبية إلى إيطاليا وأوروبا كلها فعلى الاتحاد الأوروبي بالتالي أن يتحمل المسؤولية ويقوم بما تطلبه منه ليبيا لأنها مخلصة في جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية.
وشدد على أنه ما لم يحصل ما تطالب به ليبيا فإن هذا يعني الاستسلام للأمر الواقع وأن هذا «سيؤثر على البنية السكانية لأوروبا في الغد والتي ستكون ليست أوروبا اليوم وقد تكون إفريقيا لأن الملايين تريد أن تزحف من إفريقيا إلى أوروبا».