بخطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الرمزي من واشنطن أمس وبزيارة مفاجئة لنائبه جو بايدن الى بغداد، أعلنت الولايات المتحدة أمس انتهاء عملياتها العسكرية في العراق بعد سبع سنوات على الحرب.
إلا أن الرئيس الأميركي رفض اعتبار خطابه الرمزي احتفالا بالنصر. وقال أثناء لقائه جنودا أميركيين عائدين لتوهم من العراق في قاعدة فورت بليس في تكساس لشكرهم على خدماتهم قبيل خطابه، إنه مازال هناك الكثير من العمل الذي يتعين أداؤه في العراق مع انتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية هناك.
وأضاف «لن يكون هناك احتفال بالنصر، لن نهنئ أنفسنا».
أما في بغداد فقد اقيم احتفال رسمي للمناسبةامس. حيث أشاد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بما وصفها بـ «الانجازات الأمنية» التي قال انها تحققت في العراق خلال السنوات الماضية منتقدا من يصفون الوضع الامني في البلاد بـ «المتدهور»، وأعلن المالكي ان العراق «سيد ومستقل ويملك قرار كل ما يتعلق بحاضره ومستقبله».
وقال المالكي، في خطاب تلفزيوني بمناسبة استكمال انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق، إن «انسحاب القوات الأميركية من العراق لم يتم لولا تضحيات الشعب العراقي واننا ملتزمون بتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية من العراق نهاية العام المقبل».
وأضاف «نناشد منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة دعم العراق للخروج من تحت طائلة البند السابع ولابد لنا أن نثمن التزام الولايات المتحدة الأميركية في تنفيذ الاتفاقية الأمنية».
وأضاف «نحن ملتزمون بالانسحاب النهائي نهاية العام المقبل، العراق وشعبه تمكنا من طي صفحة الحرب الطائفية التي لن تعود ولن نسمح بها، ليعيش العراقيون في بلد سيد مستقل، أطمئنكم بقدرة قواتنا الأمنية على تحمل المسؤولية».
وتابع «نجاحنا في القضاء على الحرب الطائفية وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيم القاعدة الارهابي وحلفائه شكلا ارضية مناسبة لتوقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية في نوفمبر عام 2008».
من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم عمليات العاصمة العراقية بغداد اللواء قاسم عطا أن عملية الاستنفار للقوات العسكرية والأمنية بدأت حيث وضعت قوات الأمن خططا في هذا الشأن استعدادا لاستكمال انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وقال عطا لصحيفة «المدى» العراقية المستقلة في عددها الصادر أمس، إن «قوات الأمن انتشرت بجميع القواطع وستوجه ضربات استباقية وتلاحق العصابات الإجرامية التي تحاول التأثير على ثقة المواطنين في أجهزة الأمن..وإن أجهزة الأمن ستتعامل بحزم وقوة مع كل من يحاول العبث بأمن المواطنين».
وأضاف أن «قوات الأمن أضحت هي التي تواجه الارهاب وهي تمسك بزمام القيادة والتوجيه وان التوجيهات صدرت الى قيادة العمليات باتخاذ التدابير اللازمة لإنجاح عملية الانسحاب».
وجاء هذه التطور بعد خفض عديد القوات الاميركية العاملة في العراق من نحو 130 ألف إلى 50 ألف جندي من المفترض سحبهم في نهاية العام 2011 القادم بموجب نصوص الاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن نهاية العام 2008.
ومن المقرر أن تباشر هذه القوات اعتبارا من اليوم الاول من سبتمبر مهام جديدة في إطار عملية أطلق عليها اسم «الفجر الجديد» تتلخص في مطاردة الإرهاب جنبا الى جنب مع القوات العراقية فضلا عن تدريب وتأهيل الاخيرة بما يمكنها من تسلم الملف الامني بشكل كامل مع نهاية العام المقبل.
وقد حضر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للمشاركة في الاحتفال فضلا عن إجراء مباحثات مع قادة الكتل السياسية العراقية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة والتباحث مع المسؤولين العراقيين بخصوص سير تنفيذ الاتفاقية الأمنية.
وقد برزت توقعات بأن تكون فكرة اتفاق قائمتي دولة القانون بزعامة نوري المالكي و«العراقية» بزعامة اياد علاوي لتشكيل الحكومة المقبلة العراقية، محور مباحثات بايدن، على ماقال النائب عزة الشابندر، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية معتقدا أن بايدن سيعاود طرح الفكرة «رغم ادراكنا أن الجانب الأميركي ليس له نفس طويل في موضوع حسم تشكيل الحكومة حيث يطرح مشروع وسرعان مايذهب لمشروع اخر دون متابعة النتائج المتحققة من المشروع الأول».
من جهتها نفت كتلة «القائمة العراقية» أمس الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق لتقاسم فترة رئاسة الحكومة بين زعيمها إياد علاوي والقيادي في الائتلاف الوطني العراقي نائب رئيس الجمهوريه عادل عبد المهدي.
وقال المتحدث باسم الكتله حيدر الملا في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب ببغداد أمس إن «الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشأن وجود اتفاق بين زعيم القائمة العراقية اياد علاوي والقيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي لتقاسم منصب رئاسة الوزراء عارية عن الصحة» مشددا على تصميم «العراقية» على عدم التنازل عما وصفه بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة.