بعد سبع سنوات على حرب كلفت الميزانية الاميركية أكثر من تريليون دولار، أعلن الرئيس باراك أوباما نهاية عملية «حرية العراق»، وتولي الشعب العراقي المسؤوليات الأمنية لبلده، وقال:«إن إنهاء المهمات القتالية جاء بعد أن التزم مع الشعب الأميركي بذلك حين ترشح للرئاسة». وأضاف أوباما ـ في خطاب مباشر وجهه إلى الشعب الأميركي من المكتب البيضاوي فجر أمس بمناسبة إنهاء المهمات القتالية للقوات الأميركية في العراق: «أعلن هذه الليلة أن المهمات القتالية في العراق قد انتهت، وأن عملية «حرية العراق» قد انتهت، وأن الشعب العراقي قد تولى الآن مسؤولية الأمن لبلدهم».
وتابع: «لقد كان هذا التزامي مع الشعب الأميركي كمرشح لتولي هذا المنصب، ولقد أعلنت في شهر فبراير الماضي عن مخطط يسمح بسحب وحداتنا المقاتلة خارج العراق، في حين نضاعف جهودنا لتعزيز القوات الأمنية العراقية، ودعم حكومته وشعبه، فهذا ما قمنا به، لقد سحبنا قرابة 100 ألف جندي من العراق، وأغلقنا أو حولنا المئات من القواعد للعراقيين، ونقلنا الملايين من قطع السلاح خارج العراق».
وأضاف: «لقد أرسلنا شبابنا وشاباتنا للقيام بتضحيات هائلة بالعراق، وصرفنا موارد ضخمة في الخارج في وقت كنا في الوطن نعيش شحا في الميزانية».
وأكد الرئيس الأميركي أن لدى العراق الفرصة لخلق مصير جديد رغم بقاء التحديات وبخصوص هذه التحديات قال «رغم استمرار معاناة العراق من هجمات إرهابية، إلا أن الحوادث الأمنية اقتربت من أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب. داعيا «الزعماء العراقيين إلى التعجيل بتشكيل حكومة ذات تمثيل شامل وعادل، وتكون مسؤولة أمام الشعب العراقي، وعندما يتم تشكيلها، فإن العراقيين سيكونون ـ بلا شك ـ شريكا قويا لأميركا».
وعن الاختلاف حول الحرب العراقية قال «أدرك أن قضية الحرب العراقية كانت مثار خلاف داخل بلادنا، ولأن الوقت حان لقلب هذه الصفحة المشرقة، فإنني تحدثت مع الرئيس السابق جورج بوش، وقد كنت أنا وهو على خلاف في الرأي بشأن هذه الحرب منذ بدايتها، ومثلما قلت فهناك وطنيون منهم من أيد ومن عارض هذه الحرب، ونحن متحدون في أملنا بأن يكون هناك مستقبل أفضل للعراق».
وقال إنه تم إنفاق تريليون دولار على حرب العراق، حيث كان يتم تمويل ذلك بالاقتراض من الخارج ما أدى الى حدوث عجز كبير في الميزانية ولذلك فإنه يتعين علينا معالجة التحديات في الداخل بنفس حس المسؤولية التي أظهرها جنودنا في الخارج، واستعادة اقتصادنا لعافيته وإنهاء اعتمادنا على بترول الخارج، وإعادة ملايين الأميركيين الذين فقدوا وظائفهم إليها.
وفي إشارة الى انتقال التركيز الاميركي من العراق الى افغانستان في المرحلة المقبلة أكد أن خفض حجم القوات الأميركية في أفغانستان سيبدأ كما هو مخطط له في يوليو عام 2011.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه تم خلال الـ 19 شهرا الماضية قتل 12 من قادة القاعدة، وقتل أو أسر مئات ممن وصفهم بالمتطرفين من حلفاء القاعدة في العالم، وسنعمل للحيلولة دون أن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهابيين مرة أخرى، وقد أمرت بنشر قوات إضافية في أفغانستان لمحاربة حركة «طالبان» هناك.
وعقب ساعات من خطاب أوباما، وصل وزير الدفاع الأميركي «روبرت غيتس» إلى العراق.
وقالت شبكة «إن بي سي» الأميركية ان غيتس جاء ليحضر احتفالا في العاصمة بغداد قام فيه الجنرال «ريموند أوديرنو» بتسليم قيادة القوات الأميركية في العراق إلى القائد الجديد الليفتنانت جنرال «لويد أوستن».
وكرر غيتس خلال لقاء مع الضباط والجنود في قاعدة الاسد الجوية، غرب بغداد، ما قاله اوباما بأن صفحة الحرب في العراق اصبحت في حكم المطوية.
وردا على سؤال من احد الصحافيين الذين يرافقونه عما اذا كانت الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب في العراق، اجاب غيتس «اقول اننا لم نعد في حالة حرب». واوضح «بالتالي، اقول اننا دخلنا المرحلة النهائية من التزاماتنا في العراق».