يستعد النظام الكوري الشمالي لعقد أهم اجتماع سياسي تشهده البلاد منذ 30 عاما، فاجتماع الحزب الحاكم ربما يدشن على «خلافة الحكم» في تلك الدولة الغامضة والمعزولة وأحادية الحزب. ومن المتوقع أن يلتقي قادة حزب العمال الشيوعي خلال أيام في بيونغ يانغ لاختيار «أعلى هيئة للقيادة» في إطار اجتماع هو الأول من نوعه منذ عام 1980.
واسترعى هذا الاجتماع اهتمام الجارة كوريا الجنوبية وغيرها من دول المنطقة حيث يشغل سؤال واحد العقول: هل سيضع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل نجله الأصغر كيم يونغ أون رسميا في مكانة تسمح ببسط حكم الأسرة للبلاد لجيل ثالث.
ومثله مثل باقي أنشطة الحكومة الكورية الشمالية، فإن الاجتماع محاط بالسرية لدرجة أنه لم يتم الإعلان عن موعده، وتم الاكتفاء فقط بأنه سيكون «مطلع» سبتمبر.
وتنبأت منظمات في كوريا الجنوبية، مثل «جود فريندز» للإغاثة بأن الاجتماع سيعقد يوم السبت القادم وذلك نقلا عن مصادر في كوريا الشمالية.
ويقول المراقبون للشأن الكوري الشمالي إنهم يعتقدون أن كيم يونغ أون سيقلد منصبا حزبيا مهما ليدعم مكانته في النظام، كما كان الحال مع والده في آخر مؤتمر عقده الجد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ عام 1980.
ولا يعرف إلا القليل عن كيم الصغير باستثناء أنه تلقى تعليمه وهو في مرحلة الصبا في مدرسة خاصة دولية في سويسرا ويتحدث الإنجليزية والألمانية، ويعتقد أنه في العام السابع والعشرين أو الثامن والعشرين من عمره.
ورغم انه ألقى منذ زمن طويل بطفولته خلف ظهره لم يظهر «الخليفة المرتقب» على الساحة السياسية في بلاده حتى الآن كما أن وسائل الإعلام الرسمية لا تشير إليه ويعتبره المواطنون في كوريا الشمالية «صفحة بيضاء».
إلا أن التقارير الواردة من كوريا الشمالية تشير إلى أنه يجري حاليا «تلميعه» لخلافة والده. وذكرت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية قبل عدة أشهر أن حملة تتضمن أشعارا وأغاني دعائية بدأت تعرف الشماليين به وتحببهم فيه.
وبدأت التكهنات بشأن خليفة كيم يونغ إيل (68 عاما) تسري سريان النار في الهشيم بعد إصابته بسكتة دماغية قبل عامين وهو ما سارع من إجراءات انتقال السلطة إلي كيم «الجيل الثالث».
ومنذ تأسيس كوريا الشمالية عام 1948 لم يحكمها تقريبا سوى رجلين بدعم من الجيش: «القائد العزيز» كيم يونغ إيل و«القائد العظيم» و«الرئيس الخالد» كيم إيل سونغ.
وقد أسست عائلة كيم لأول سلالة حاكمة في تاريخ الشيوعية.
واعتمد كيم يونغ إيل نفس الصفات التي اتسم بها والده عندما تولى الحكم قبل 16 عاما بعد وفاة كيم إيل سونغ الذي لايزال ينظر إليه على أنه الأب الروحي المؤسس للدولة.
ويرى المراقبون أن مستقبل حكم عائلة كيم ربما قد يواجه مشكلة لم يشهدها في فترة التوريث الأولى. ونقلت «جود فريندز» عن مسؤول بارز، لم تسمه، في حزب العمال القول: «من من بين كبار المسؤولين سيقبل بالزعيم الجديد إذا ما اختاروا كيم يونغ أون عديم الخبرة الذي لا يشفع له إلا أنه نجل عائلة كيم؟».