ابدى الرئيس المصري حسني مبارك، المعروف بالتأني في اطلاق المواقف السياسية، قلقه من وجود اخطار جديدة تهدد الاستقرار في منطقة الخليج التي تحبس انفاسها من احتمال نشوب حرب اسرائيلية او اميركية ضد ايران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
والقى مبارك كلمة بمناسبة ليلة القدر امس الاول جاء فيها انه «يأتي احتفالنا اليوم.. وعالمنا العربي والاسلامي في مواجهة اوقات صعبة.. بين ما يحدث في افغانستان وباكستان والعراق ولبنان والسودان والصومال، ومخاطر جديدة تتصاعد نذرها بمنطقة الخليج، تهدد الاستقرار وتضع الشرق الاوسط برمته في مهب الريح»، ملمحا بذلك الى ايران.
فلسطين وأمن المنطقة
وربط مبارك امن الخليج والمنطقة بالقضية الفلسطينية التي قال انها ستبقى مفتاح الأمن الإقليمي والطريق لحل باقي أزمات المنطقة وقضاياها.
واوضح «لم يعد من المقبول أو المعقول أن تراوح عملية السلام مكانها.. ما بين تقدم وانحسار.. وانفراج وانتكاس.. في وقت تستمر فيه معاناة الشعب الفلسطيني.. ما بين قهر الاحتلال وانقسام قادته وفصائله». وأضاف «لقد تواصلت جهود مصر لإحياء مفاوضات السلام..ولإعادة توحيد الصف الفلسطيني، وكما أكدت منذ أيام قليلة في واشنطن فاننا عازمون على مواصلة جهودنا وصولا لاتفاق سلام عادل ومشرف يحقق الأمن للجميع..ينهي الاحتلال..يضع الشرق الأوسط على مسار جديد ويقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بمسجدها الأقصى وحرمه الشريف».
وتابع «إننا في مصر واعون تماما لواقع عالمنا العربي والإسلامي ولما يطرحه من تحديات ومخاطر إلا أن ايماننا لا يتزعزع في قدرتنا على مواجهتها والتعامل معها دفاعا عن قضايا وطننا وأمتنا».
ليبرمان: لا سلام خلال جيل
لكن سفن السلام المصرية لا تجري بما تشتهي رياح الاستيطان الاسرائيلية اذ اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان انه من الصعوبة التوصل الى اتفاق شامل مع الفلسطينيين خلال العام المقبل كما ترجو مصر واميركا او حتى خلال الجيل المقبل. وقال ليبرمان خلال اجتماع لاعضاء كتلة اسرائيل بيتنا اليمينية «ان الاتفاق ليس في متناول اليد»، واشار الى ان «أي شيء لن يفيد بما في ذلك الحلول التاريخية او التنازلات المؤلمة» مرجحا ألا يوقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتفاق سلام مع اسرائيل والا يستقيل من منصبه، ورأى ان الحل الوحيد هو «اتفاق مرحلي طويل الامد». وقال «لم ار سببا يبرر تجميد الاستيطان» مضيفا انه «من الان لن نقدم لفتات احادية الجانب ولن نوافق على تجميد الاستيطان لا نصف عام.. ولا لثلاثة اشهر.. ولا حتى لدقيقة واحدة». وتنتهي فترة تجميد الاستيطان التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية في 26 سبتمبر الجاري وقد هدد عباس مرارا بانه سينسحب من المفاوضات المباشرة اذا لم تمدد فترة التجميد.
نجاد
الى ذلك، واصل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اطلاق التصريحات النارية اذ قال خلال زيارته لقطر امس الاول إن أي هجوم على بلاده سيؤدي الى تدمير اسرائيل ككيان سياسي.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة في اشارة الى هجوم محتمل من جانب اسرائيل او الولايات المتحدة ان «اي تحرك ضد ايران سيؤدي الى ازالة النظام الصهيوني من الجغرافيا السياسية للمنطقة». واستدرك قائلا «لا حرب ضد ايران وأن ما يثار في هذا الصدد مجرد حرب نفسية ونعتقد أنه يوجد في أميركا من العقلاء ممن لا يقرون فعل مثل هذا الشيء». وشدد على أن ايران على أهبة الاستعداد ولديها القدرة على الرد وبشكل حاسم على أي عدوان يوجه اليها. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية تصريحات أحمدي نجاد التي أدلى بها بالفارسية. وتعتبر اسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة بالشرق الاوسط التي تمتلك سلاحا نوويا، البرنامج النووي الايراني تهديدا لوجودها ولم تستبعد اللجوء لاجراء عسكري لمنع ايران من صنع قنبلة نووية. وقال احمدي نجاد في لقاء خاص مع عدد من السفراء قبيل مغادرته قطر حيث اجرى محادثات مع اميرها الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان «القوى الاستعمارية تحاول ان تخلق التوترات بين دول منطقة الخليج بهدف خلق شقاق بينها»، اي بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. واضاف ان هذه القوى «تستمر في بث حملات البروباغندا والحروب النفسية للتفرقة بين دول المنطقة ولايجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بهم». واعتبر الرئيس الايراني ان هذه القوى، اي الولايات المتحدة والغرب، «لن تفلح»، مجددا الدعوة الى التقارب بين بلاده ودول الخليج. وشكك الرئيس الايراني مجددا في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، معتبرا انها كانت ذريعة للاجتياح الاميركي لافغانستان ومقتل عشرات الالاف.