قرر الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم امس تأجيل محادثاته مع الكتل السياسية استعدادا لخوض مفاوضات «الفرصة الأخيرة» مع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته لتحديد مصير تحالفهما الوطني وتسمية مرشح التحالف لرئاسة الوزراء.
واكدت مصادر من داخل الائتلاف الوطني لـ «الشرق الاوسط» ان المالكي مرشح دولة القانون لرئاسة الوزراء وعادل عبدالمهدي مرشح الائتلاف الوطني سيخضعان للتنافس وفقا لآلية لترشيح احدهما للمنصب وانه سيتم الاتفاق على تلك الآلية في اجتماع كان مقررا امس الاول.
الى ذلك، نفى مصدر بالحكومة العراقية امس الأنباء التي ترددت بشأن تردي الحالة الصحية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ونقله إلى المستشفى. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة «د.ب.أ» إن المالكي بصحة جيدة ويمارس عمله الاعتيادي ولا صحة للأنباء التي ترددت حول تردي حالته الصحية.
وكانت بعض التقارير أشارت إلى أن المالكي أصيب بغيبوبة نتيجة الإجهاد الشديد الليلة قبل الماضية نقل على إثرها لمستشفى ابن سينا بالمنطقة الخضراء بوسط بغداد. الى ذلك تفرض دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في الموصل غرامات مالية على الجميع وخصوصا التجار بغرض تمويل انشطتها، وفقا لعدد من السكان وضباط عراقيين واميركيين منتشرين في شمال العراق.
وفي هذا السياق، قال عبدالله احمد علي (44 عاما) «الكل يدفع ويوزع التاجر المبلغ على البضاعة التي ينقلها ولا احد يقول لا او يتأخر في الدفع لأنهم يحجزون سيارته او يغلقون محله الى ان يدفع ما عليه».
.. وتوافق أضداد أميركي ـ إيراني على المالكي
من جهة اخرى قال سياسيون ومحللون عراقيون امس ان ظروفا داخلية وخارجية أسفرت عن توافق أضداد أميركي ـ إيراني على رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لتشكيل الحكومة الجديدة في ظل «اقتناع» دول عربية بالتوقف عن تأييد خصمه الأبرز اياد علاوي بعد ستة أشهر على الانتخابات التشريعية.
ونقل قيادي في ائتلاف دولة القانون عن المالكي تأكيده خلال اجتماع للقائمة امس الأول ان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن «قال ان لدى العراقية العديد من المشاكل والتعقيدات أكدت للأتراك والأردن ومصر وقطر والإمارات ضرورة التوقف عن تقديم الدعم لعلاوي فاقتنعت باستثناء السعودية».
يشار الى ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أنهى امس الاول زيارة الى قطر وانتقل أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى السعودية فور مغادرة احمدي نجاد.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية ببغداد عزيز جبر الى «احتمال حصول تقارب سعودي ـ إيراني يسمح بتركيبة ترضي الجميع وخصوصا بعد دخول قطر على الخط».
وردا على سؤال حول تهديد كتلة «العراقية» بزعامة علاوي بمقاطعة العملية السياسية في حال استبعادها، قال لـ«فرانس برس» «لا اعتقد ان علاوي يريد الانسحاب نظرا للمحاذير».
وأضاف ان «المقاطعة ليست في صالح من يمثلهم (العرب السنة) لقد سبق ان جربوا ذلك وأدركوا انهم لم يجنوا شيئا. فالمشاركة في العملية السياسية ضرورة لمن يسعى الى التغيير وإذا لم يتمكن من ذلك هذه المرة، فربما في المرة المقبلة».
من جهته، قال ديبلوماسي غربي لـ«فرانس برس» «لم يزعجنا المالكي طوال أربع سنوات وبالإمكان احتماله لأربع أخرى».
وأضاف رافضا ذكر اسمه ان «علاوي مدرك جيدا انه لن يصبح رئيسا للوزراء، لكننا نرغب في رؤيته يلعب دورا مهما فهو كفؤ للغاية وهذا النوع من الأشخاص نادر جدا في كل الأمكنة».
وختم ان «تركيبة العراق ومصالح قومياته وطوائفه ليست في صالحه. فالبعض لايزال يتذكر الخدمات التي قدمها لبلاده لكنهم لا يعتقدون» بضرورة توليه منصب رئيس الوزراء مرة اخرى.
ولم يتطرق الديبلوماسي الى توافق الأضداد في هذه المسألة.
لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد احسان الشمري أوضح ان «ايران لاعب رئيسي في المشهد السياسي العراقي وصاحبة دور إقليمي، لقد أحرجت الولايات المتحدة وحشرتها في الزاوية عبر عرقلتها تشكيل الحكومة».
وتابع لـ«فرانس برس» ان «طهران ترد الصفعة بسبب العقوبات، لكن علاقاتها مع واشنطن ليست متأزمة بشكل خطر. فأحمدي نجاد لايزال رغم كل شيء يعرض الحوار عليها ولذا يأتي التوافق على المالكي بينهما».
وأوضح الشمري ان المالكي «يمسك بالعصا من الوسط فعلاقاته جيدة معهما».
ومع ذلك، أشار الى احتمال ان تغير إيران رأيها لان «ما يهمها هو بقاء السلطة الفعلية بأيدي ائتلاف شيعي بغض النظر عن شخصية رئيس الوزراء. لقد دفعت الائتلاف الوطني الى اختيار مرشحه عادل عبدالمهدي».