دمشق - هدى العبود
فيما لم يصدر عن جهات رسمية سورية اي ردود فعل على دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للرئيس السوري د.بشار الاسد ببدء مفاوضات سلام مباشرة في أي مكان يختاره، وصفت مصادر العاصمة السورية دمشق تصريح أولمرت بأنه نوع من المناورة السياسية «المتوقعة».
وقال المستشار السابق للقائد الراحل حافظ الأسد ورئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة د.جورج جبور: ان «إسرائيل لا تريد أن يكون ثمة شاهد على علاقاتها بأي دولة عربية، لأنها تقصد التطبيع قبل كل شيء مع الدولة التي تحاورها ثم تقصد أن تبقى علاقاتها مع الدولة العربية التي تحاورها علاقة خاصة، فاذا انتهكت الاتفاق الذي ينشئ هذه العلاقة الخاصة فلن يكون ثمة شاهد على هذا الانتهاك».
وقال جبور لـ «الانباء» ان تصريح أولمرت إنما هو ثأر من رابين» أولمرت ينتقم من رابين « بمثل هذا التصريح ويريد أن يعلن نفسه أعلى قدرا وشأنا وأكثر مهارة وديبلوماسية من رابين فهو اذ يقول: انه يود أن يحاور سورية من دون وساطة أميركية إنما يتجنب ما يراه مطبا وقع فيه رابين وهو تلك الوثيقة التي وقعها رابين ووضعها في «جيب المفاوض الأميركي» والتي تتضمن الانسحاب الكامل من الجولان والتي عرفت تاريخيا باسم «ملف الجيب».
واضاف جبور « هذا الملف كاد الأميركيون يضغطون على رابين بالقول له انهم سيعلنون ولكنهم لم يفعلوا إلأ أن توقيع رابين لوثيقة تظهر استعداده الانسحاب الكامل من الجولان ظل قيدا على تحركاته السياسية».
واوضح «ان أولمرت يود القول: انه أكثر دهاء من رابين فهو لا يريد التفاوض عن طريق أميركا كي لا يوقع وثيقة كالتي وقعها رابين وهو لا يريد وساطة أميركا لأنه لا يريد لأحد أن يكون شاهدا على أي تعهدات ولو شفهية يمكن ان يطلقها خلال المفاوضات.
واستطرد جبور «انه يود أن يطبع مع سورية عن طريق اللقاء مع رئيسها دون أي تعهد مسبق بالانسحاب».
الصفحة في ملف ( pdf )