بالتزامن مع تزايد الضغوط النيابية والشعبية في واشنطن المؤيدة لتغيير استراتيجية الادارة الاميركية المعتمدة في حرب العراق، نفى البيت الابيض امس الاول اعتزام الرئيس الاميركي جورج بوش سحب قواته من العراق حاليا على الرغم من تعرضه ايضا لضغوط متزايدة من داخل حزبه الجمهوري.
وفي محاولة للاستفادة من تزايد الانشقاقات في الحزب الجمهوري على خلفية المعارضة لحرب العراق، جدد الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الاميركي سعيهم الى تنظيم اقتراعات بشان سحب القوات يحدوهم الامل بانضمام المنشقين الجمهوريين اليهم لتكوين اغلبية في الكونغرس تحتشد حول استراتيجية للخروج من العراق.
وقال الديموقراطي هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ «يتحدث عدد متزايد من الجمهوريين الان معبرين عن رفضهم الاستراتيجية الفاشلة في العراق وهذا امر جيد».
واضاف: «اعتقد اننا سنعرف خلال الاسبوعين القادمين ما اذا كان الجمهوريون الذين قالوا علانية انهم يعتقدون ان المسار الحالي يجب ان يتغير مستعدين للتصويت معنا».
وعلى الاثر اعلنت السناتور عن ولاية مين اولمبيا اسنو استعدادها للتصويت بالموافقة على قانون ملزم يقضي بسحب القوات من العراق.
وفي مسعى لاستيعاب الانشقاقات داخل الحزب الجمهوري يعتزم مسؤولو الادارة الاميركية البدأ بالحديث مع اعضاء بارزين من الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ لشرح وجهة نظر بوش للمرحلة التالية في الحرب.
وفي مؤتمر صحافي عقده ريد مع السيناتور الديموقراطي عن ولاية فيرجينيا يمس ويب في مبنى الكابيتول امس الاول قال «ان استراتيجية اغراق العراق بالمزيد من القوات الاميركية لم تنجح» مشيرا الى ان «الحرب تتجه الى منحى خطير جدا».
واضاف: «كان يفترض بالإغراق توفير المساحة للقادة السياسيين في العراق لتقديم التنازلات اللازمة لإعادة توحيد هذه الأمة».
وتابع «لكن ذلك لم يحدث على الرغم من بسالة قواتنا» معتقدا «ان الوقت قد حان لتغيير المسار».
وقال زعيم الغالبية الديموقراطية ان الأشهر الثلاثة الماضية كانت الأكثر دموية منذ اندلاع حرب العراق في مارس2003 وانه لم يعد بإمكان الكونغرس الانتظار حتى سبتمبر المقبل، موعد تقديم الادارة الاميركية لتقريرها عن الوضع في العراق، لتغيير المسار في هذا البلد.
ومن جهته، قال الجنرال ديفيد بيتريوس القائد الأعلى للقوات الاميركية في العراق في مقابلة مع «بي بي سي» ان مواجهة التمرد في العراق مهمة طويلة الأمد قد تستمر لعقود.
واضاف لمراسل بي بي سي في بعقوبة جون سيمسون ان هناك ادلة تشير الى ان القوات الحالية تحقق انتصارات خلال عمليات القتال، ولكنه في الوقت ذاته حذر من ان القوات الاميركية تخوض «معارك عنيفة» قد «تزداد عنفا قبل ان تهدأ».
الصفحة في ملف ( pdf )