يتلعثم الشاب الفلسطيني يحيى ابوشنب وهو ينطق بصعوبة كلمات مركبة باللغة التركية لكنه يبدي اصرارا على تعلمها بشكل متقن داخل إحدى غرف الدراسة في جمعية تركية تنشط في قطاع غزة.
ويقضي ابوشنب نحو ساعتين بشكل يومي في مقر جمعية (ياردم الي ـ اخوة لا تعرف الحدود) التركية في غزة سعيا منه للتمكن من إتقان اللغة التركية ليس لأغراض الدراسة او التجارة بل تقديرا لمواقف تركيا تجاه سكان القطاع.
ويشهد قطاع غزة مؤخرا اهتماما بتعلم هذه اللغة وذلك بعد مواقف تركيا اللافتة تجاه القضية الفلسطينية خاصة عقب الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل عشرين شهرا وسعيها لرفع الحصار الإسرائيلي عنه.
الى ذلك، تصاعدت المطالبات في تركيا بمحاكمة قادة الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر 1980، وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية الأسبق كنعان ايفرين، باعتبارهم مسؤولين عن العديد من الجرائم ضد الإنسانية، وذلك عقب فوز حزمة التعديلات الدستورية المقدمة من الحكومة بشأن إصلاح النظام القضائي، بالأغلبية في الاستفتاء الشعبي الأحد الماضي.
وتتضمن التعديلات التي حصلت على أصوات 58.4% من الناخبين تعديلا ألغى مادة في الدستور تمنع محاكمة قادة الانقلاب مدنيا وجنائيا، وذكرت صحيفة «حريت» أن العديد من المنظمات المدنية، وفى مقدمتها جمعية المظلومين وجمعية حقوق الإنسان إضافة إلى 650 مواطنا من أنحاء البلاد تقدموا بشكاوى ودعاوى قضائية إلى نيابة أنقرة لمحاكمة قائد الانقلاب العسكري الجنرال كنعان ايفرين البالغ من العمر 93 عاما، والذي تولى رئاسة الجمهورية حتى عام 1989 والجنرال نجاد تومر قائد القوات البحرية والجنرال تحسين شاهين كايا قائد القوات الجوية في ذلك الوقت لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية إبان فترة الحكم العسكري التي استمرت من 1980 حتى 1983.
وأضافت الصحيفة أن المدعي العام الجمهوري لمدينة أنقرة أعد الملف القضائي المتعلق بالتحقيق وسيبدأ التحقيقات القضائية فور إعلان الهيئة العليا للانتخابات رسميا نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور، ونشرها بالجريدة الرسمية.