فيما أعلن مصدر روسي امس ان روسيا ستزود سورية بصواريخ «ياخونت » المضادة للسفن الحربية في إطار صفقة تزيد على 300 مليون دولار، نقلت صحيفة (يديعوت احرنوت) امس عن مصدر اسرائيلي وصفته بالمسؤول القول «ان اسرائيل تشعر بالغضب بسبب صفقات الاسلحة هذه والتي تشمل صواريخ بحرية.
وهدد المسؤولون في اسرائيل وفق الصحيفة «ببيع اسلحة في مناطق ذات اهمية استراتيجية لروسيا بعد اعلان الاخيرة نهاية الاسبوع الماضي أنها ستمضي قدما في بيع صواريخ من طراز «بي 800» لسورية».
وقالت الصحيفة «ان الاعلان الروسي هذا جاء بعد ان ناشد الطرفان الأميركي والاسرائيلي روسيا الامتناع عن توقيع هذه الصفقة خاصة ان الصواريخ التي ستتسلمها سورية سوف تضع السفن الاسرائيلية التي تبحر قبالة الشواطىء اللبنانية في مرماها».
واضافت «ان هذه الصواريخ التي يصل مداها الى 300 كيلومتر واذا ما اطلقت من موانئ في جنوب سورية فانه يمكنها ان تضع السفن الحربية الاسرائيلية التي تبحر قبالة لبنان في خطر واضح وعودة الى الصفقة، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مصدر بمؤسسة التصنيع العسكري الروسية قوله إن روسيا ستقوم بتوريد صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن الحربية إلى سورية ضمن منظومات «باستيون». وتزيد قيمة الصفقة عن 300 مليون دولار.
وكان وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أعلن في واشنطن يوم الجمعة الماضي أن روسيا ستمد سورية بصواريخ مخصصة لتدمير السفن الحربية من طراز «ياخونت».
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ترجوان ألا نورد ياخونت إلى سورية لكننا لا نرى مبررا لخوفهما من أن هذا السلاح سيصل إلى أيدي الإرهابيين» مضيفا أن روسيا »قامت بتوريد نظام صاروخي مماثل إلى سورية في وقت سابق ولم يصل هذا النظام إلى أي إرهابيين» وتساءل «لماذا يفترض بهذا النظام (الذي ستسلمه روسيا إلى سورية) أن يصل إلى أيدي الإرهابيين».
ويحمل صاروخ «ياخونت» شحنة ناسفة يزيد وزنها عن 200 كيلوغرام إلى هدف يبعد 300 كيلومتر، وتندرج هذه الصواريخ ضمن إطار منظومة «باستيون» التي صممت لحماية السواحل وتدمير السفن الحربية. وتعاقدت سورية على شراء صواريخ «ياخونت» في عام 2007.
يشار الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول أن يحبط هذا العقد في أغسطس الماضي حينما هاتف نظيره الروسي فلاديمير بوتين وناشده عدم تسليم دمشق هذا السلاح الحديث.
من جهة أخرى أكد الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف في تصريح أن إسرائيل تعمل على إعاقة التعاون العسكري الفني بين روسيا وبلدان الشرق الأوسط العربية مرجحا أن تكون روسيا تراجعت عن تسليم سورية صواريخ «300س» وصواريخ «اسكندر أ» وأسلحة أخرى في أوقات سابقة بسبب إسرائيل».
ويرى خبراء آخرون أن السبب هو أن سورية لا تملك ثمن شحنات كبيرة من الأسلحة العصرية، وتفيد معلومات أن روسيا تقوم الآن بتنفيذ اتفاقيتين للتعاون العسكري الفني مع سورية تقضيان بتسليم سورية منظومات «ستريليتس» للدفاع الجوي التي تتضمن صواريخ «إيلا س» وتسليمها منظومات «1سريستناب» الصاروخية للدفاع الجوي.
وتجدر الإشارة إلى أن فيتنام هي الدولة الوحيدة التي حصلت على منظومات «باستيون» حتى الآن. ويعتقد أن توريد هذه المنظومات إلى سورية سيمهد لتوسيع التعاون العسكري الفني بينها وبين روسيا.
الى ذلك، ذكر تقرير إسرائيلي أن الحكومة الهولندية أعلنت امس عن إلغاء استقبالها لوفد من رؤساء البلديات في إسرائيل بعدما تبين أن بين أعضاء الوفد رؤساء سلطات محلية في المستوطنات.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «الحديث يدور عن نشاط زائد من جانب السفارة الهولندية في البلاد التي دققت في قائمة المدعوين».
وكان من المقرر أن تجري جولة رؤساء البلديات الإسرائيليين في هولندا الشهر المقبل لكن بعد وصول معلومات حول أعضاء الوفد إلى وزارة الخارجية الهولندية تم إلغاء الجولة.
وأوضح ديبلوماسيون في السفارة الهولندية في تل أبيب لمندوبي مركز الحكم المحلي في إسرائيل إن الجولة لن تتم لأن بين أعضاء الوفد رؤساء سلطات محلية في مستوطنات «هار أدار» و«بيت أرييه» و«أورانيت» و«أفرات» و«كريات أربع». وجاء في رسالة وجهها مركز الحكم المحلي في هولندا إلى مركز الحكم المحلي في إسرائيل إنه «في أعقاب تبادل الآراء بشأن الزيارة إلى هولندا وبعد مشاورات داخلية فإنه بودنا أن نعلمكم بأننا تراجعنا عن الجولة وذلك وفقا لمعلومات وصلتنا مؤخرا وخصوصا بسبب تخوفات تتعلق بتشكيلة الوفد».
وأضافت الرسالة «مما لا شك فيه أنكم تعرفون جيدا أن التشكيلة المقترحة (للوفد) هي محل خلاف» في إشارة إلى مشاركة مستوطنين فيه. ورغم اتصالات أجراها مع وزارة الخارجية الهولندية نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون والسفير الإسرائيلي في هولندا إلا أن الجانب الهولندي أصر على رفض استقبال الوفد الإسرائيلي.