قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ان وقوع حرب بين إسرائيل وإيران أو توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد إيران ليس السبيل الأمثل لحل الأزمة النووية مع طهران، ولكنه أشار الى ان الحل العسكري لايزال مطروحا على الطاولة.
وأضاف في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأميركية «لا أعتقد أن امتلاك إيران لسلاح نووي يشكل مشكلة حقيقية، ونحن فرضنا أشد العقوبات ضد إيران أكثر من أي وقت مضى، وهذه العقوبات أثبتت تأثيرها، لكننا لانزال منفتحين على الحلول الديبلوماسية، ولا نعتقد أن الحرب بين إسرائيل وإيران والخيارات العسكرية هما السبيلان الأمثلان لحل المشكلة، لكننا نبقي على كل الخيارات مفتوحة».
إلى ذلك، أكد نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستغل زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الأسبوع كي يؤكد لإيران أن الباب مازال مفتوحا أمامها من أجل التواصل الدولي، ولكي يتسنى لإيران أن تعبر ذلك الباب يجب عليها أن تظهر النوايا السلمية لبرنامجها النووي.
واعتبر أن العقوبات المفروضة على إيران لإرغامها على التفاوض بشأن برنامجها النووي أعطت ثمارها وقد «أضعفتها».
وقال ستيورت ليفاي، مساعد وزير الخزانة المكلف بالاستخبارات المالية «لأن إيران ضعيفة فإن الاستراتيجية التي نتبعها حاليا هي على طريق النجاح لناحية خلق رافعة نحن بحاجة إليها من أجل توسيع إمكانات تحركنا على الصعيد الديبلوماسي».
في سياق آخر اعتبرت الحكومة الإيرانية امس ان الانشقاق الأخير للعديد من الديبلوماسيين الإيرانيين عن سفاراتهم في أوروبا لا ينبع من «اسباب سياسية» بل من مصالح خاصة لديهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي «لا احد داخل إيران او خارجها يؤمن بدوافعهم السياسية. انها بالأحرى قضية مصالح شخصية تقدمت على المصلحة الوطنية».
واستقال 3 ديبلوماسيين إيرانيين في بروكسل وهلسنكي واوسلو مؤخرا وأعلنوا انضمامهم للمعارضة.
وأكد المتحدث الإيراني ان «مهمة (هؤلاء الديبلوماسيين) انتهت» مع إعلان قرارهم، مضيفا «اذا كان لدى احد دوافع سياسية فانه لن يستمر في قبض راتبه طوال 15 شهرا» قبل ان يعلن قراره بإنهاء مهمته.
وكان يشير الى الفترة التي انقضت منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في يونيو 2009 والتي أدت الى اندلاع أزمة سياسية خطيرة في إيران.
وتابع المتحدث ان المسألة لا تعدو كونها «انتهاء عقد ديبلوماسي»، لافتا الى انه منذ الثورة الإسلامية العام 1979 سجلت «20 حالة مماثلة» من اصل نحو «20 ألف ديبلوماسي يتولون مهمات» في الخارج.
وقال ايضا ان «هذا العدد، مقارنة بما قد يحصل في اي بلد آخر، يظهر ان العاملين في وزارة الخارجية يدعمون قيم الجمهورية الإسلامية بقوة».
وكان مسؤول برلماني إيراني اكد الاسبوع الفائت ان الديبلوماسيين الثلاثة المنشقين يعانون «مشاكل نفسية» وقد «طلبوا اللجوء لإيجاد عذر للبقاء في البلد الذي يختارونه مع انتهاء مهمتهم».
نوويا، اعلن مهمنبراست ان إيران مستعدة لاستئناف سريع للحوار مع القوى الكبرى التي تتابع ملف طهران النووي المثير للجدل.
وصرح المتحدث للصحافيين قائلا «نأمل ان نتمكن من خلال مقاربة عادلة تقر بحق إيران بنشاطات نووية سلمية، من إجراء مفاوضات في المستقبل القريب» مع مجموعة 5+1 التي تتألف من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالإضافة الى ألمانيا.
من جهة أخرى، ندد الرئيس الإيراني بـ «صمت وسائل الإعلام» عن قضية تيريزا لويس، الاميركية التي تعاني إعاقة عقلية والتي صدر حكم بإعدامها لمشاركتها في قتل زوجها، مقارنا وضعها بوضع الإيرانية سكينة محمد اشتياني. واثارت قضية اشتياني (43 عاما) التي حكمت العام 2006 بالإعدام رجما لارتكابها الزنا ومشاركتها في قتل زوجها مع عشيق لها، تعاطفا كبيرا معها في أوروبا والولايات المتحدة.
وقال احمدي نجاد خلال لقائه امس الأول شخصيات ورجال دين مسلمين في الولايات المتحدة كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «هناك سيدة سيتم إعدامها في الولايات المتحدة ولكن لا احد يعترض» منددا بما اعتبره «حملة إعلامية على إيران» على خلفية قضية اشتياني.
وأعلنت طهران في يوليو تعليق عقوبة الرجم بحق سكينة في انتظار إعادة درس ملفها.
وسيتم غدا في ولاية فرجينيا (جنوب شرق الولايات المتحدة) إعدام تيريزا لويس لمساعدتها عشيقها في قتل زوجها ونجله. ويؤكد محاموها ان لويس التي تعاني إعاقة عقلية تم استغلالها من جانب عشيقها الذي لم يصدر حكم بإعدامه وانتحر داخل سجنه.