يختصر الديبلوماسي وخبير الإرهاب السفير السعودي علي بن سعيد بن عواض عسيري في كتاب صدر له بالعربية أخيرا جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الارهاب بسياسة ذات استراتيجيات ثلاث، واصفا اياها بأنها: استراتيجية الوقاية واستراتيجية العلاج واستراتيجية الرعاية.
وتحت عنوان «الخطوط الإرشادية للسياسة» قال علي بن سعيد بن عواض عسيري «من اجل جعل محاربة الارهاب فاعلة ومؤثرة وعملية تبنت المملكة العربية السعودية عددا من الخطوط الارشادية السياسية. هذه الخطوط الارشادية هي نتيجة ادراك القيادة السعودية ان جهل مبادئ الاسلام واركانه ومقاصد الشريعة الى جانب تزمت الفكر وتعصبه تكون جميعا الاسباب الرئيسية التي تحفز الأنشطة الارهابية».
كتاب عسيري كتب اصلا باللغة الانجليزية وصدر عن مطبعة جامعة اوكسفورد البريطانية وحمل عنوانا باللغة العربية هو «مكافحة الارهاب.. دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الارهاب».
وأضاف عسيري في كتابه «تشمل الخطوط الارشادية المحلية للسياسة تبني موقف ثابت وراسخ اعتمادا على الشريعة الاسلامية وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والتزاما بمكافحة الارهاب بأنواعه ومظاهره جميعها واتخاذ خطوات مناسبة لإيجاد بيئة ملائمة لإدانة الانشطة الارهابية في مختلف مشارب الحياة ومجالاتها وادخال مناهج تعليمية على جميع المستويات الدراسية تؤكد مبادئ الاعتدال والتسامح وتقديم العون المعنوي والمادي لرجال الامن الذين أوكلت اليهم مهمة محاربة الارهاب ومنها المساعدة المالية للأسر التي تعرضت لخسائر في الأرواح او الممتلكات في اثناء مواجهة الارهابيين وتقديم الدعم الطبي والمالي لجميع المواطنين والمقيمين الذين تأثروا بالارهاب لتخفيف معاناتهم».
وتحت عنوان «استراتيجية ثلاثية الشعب» قال السفير عسيري «تبنت المملكة العربية السعودية استراتيجية شاملة لمواجهة الارهاب تضم الوسائل العسكرية وغير العسكرية بالاضافة الى محاربة الارهاب بالقوة عبر الاجراءات الامنية الصارمة وتطبيق القانون». وعن أولى الاستراتيجيات الثلاث اي «استراتيجية الوقاية» قال المؤلف ان استراتيجية الوقاية تهدف الى مد يد العون والمساعدة للجهود الساعية الى «جعل المجتمع يدرك اخطار التفكير المنحرف والضال وتشجيع الوسطية والتفكير المعتدل وتصحيح المفاهيم المغلوطة».
وقد تم تبني عدد من الاجراءات الوقائية بوصفها جزءا من هذه الاستراتيجية تشمل تشجيع رجال الدين على نشر الكتب وانتاج شرائط التسجيل الصوتية لترويج الاعتدال في التفكير وتنظيم ندوات ومحاضرات ومحاورات لهذا الغرض ورعاية البرامج الاعلامية التي تستهدف شرح اخطار التفكير المنحرف ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومراجعة المناهج التدريسية واعادة هيكلة المرافق التعليمية والتشديد على عدم وجود تعارض بين الهوية الاسلامية والهوية الوطنية، وحث المواطنين على نقض وتفنيد مزاعم الجماعات الضالة عبر الانترنت وغيرها من وسائل الاعلام والنشر».
اما في الثانية اي «استراتيجية العلاج» فقال عسيري ان هناك مجموعة في وزارة الداخلية السعودية تدعى اللجنة الاستشارية تدير برامج اعادة التثقيف والمشورة والنصح.
وأضاف ان المجموعة تضم اربع لجان فرعية هي اللجنة الدينية الفرعية التي تضم اكثر من 100 رجل من رجال الدين والعلماء وأساتذة الجامعات وتتمثل مهمتها في المبادرة الى اجراء حوار مع المحتجزين لازالة اي شكوك من اذهانهم وتنظيم دورات وندوات حول الموضوعات العامة المتعلقة بالفكر المنحرف.
اما اللجنة الاجتماعية والنفسية الفرعية فتضم نحو ثلاثين من علماء الاجتماع وعلماء النفس والباحثين «وتتمثل مهمة اعضائها في تقويم المستوى الاجتماعي للسجناء وتشخيص مشكلاتهم النفسية».