رغم انه توفي قبل 16 عاما وخلفه نجله قبل حفيده بالتأكيد، فان كيم ايل سونغ «الزعيم الكبير» والرئيس المؤسس لجمهورية كوريا الشمالية لايزال حاضرا بفضل سياسة عبادة الشخصية المطبقة.
وصور كيم ايل سونغ بوجهه الباسم ملصقة على الجدران في كل مكان بينما تتردد الأناشيد التي تمجده ليلا ونهارا في شوارع بيونغ يانغ وتنتشر المعالم التي تؤرخ لانجازاته في العاصمة ذات المظهر الحزين.
وقد يقرر مسؤولو الحزب الذين سيجتمعون اليوم للمرة الأولى منذ وقت طويل، تكريس الشاب كيم جونغ يون خليفة لوالده كيم جونغ ايل، بحسب محللين.
لكن الوجه الحاضر باستمرار في حياة الكوريين الشماليين يظل كيم ايل سونغ «الشمس الرحيمة». ويقول اللفتنانت ري الذي يعمل دليلا في متحف مخصص «للنصر الكبير» لكوريا الشمالية في حرب 1950 ـ 1953 التي قسمت شبه الجزيرة الكورية قسمين «اشعر بأنه لايزال بيننا لان الزعيم العظيم باق في قلبي». وبعد ان توفي في 1994 عن 82 عاما اعلن كيم ايل سونغ «رئيسا أبديا» في حين لقب نجله «بالزعيم الغالي».
وقال آسيوي يزور البلاد بانتظام «انهم يؤمنون بكيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل والمسيح».
ويتعين على الأجانب الذين لا يمكنهم التجول في البلاد بدون دليل تخصيص زيارتهم الأولى لتمثال عملاق لكيم ايل سونغ. ويطلب الدليل من الزوار «لننحني إكراما لذكرى كيم ايل سونغ». ويضع الزوار اكاليل الورود عند التمثال على وقع نشيد يمجد الزعيم. وتركع سيدة عجوز امام التمثال قبل البدء في كنس محيطه. وفي الجانب الآخر من المدينة الضريح الذي يزوره الكوريون الشماليون جميعهم من المدن والقرى وذلك تكريما لذكرى ابي الأمة. ويرتدي الجميع أجمل ملابسهم ويعلقون شارات تحمل صورة كيم ايل سونغ، كما يتعين على الأجانب ان يرتدوا ثيابا لائقة لدى زيارة الضريح.
وتنقل سلالم متحركة الزوار داخل المبنى الضخم ذي الأسقف العالية وأبواب خشبية ثقيلة وشمعدانات معلقة على الحيطان. وكان الزعيم يعيش ويعمل في هذا المبنى قبل وفاته، حسب الإدلاء.
وبعد الانحناء مجددا أمام تمثال ابيض، يسير الزوار عبر ممر «المبكى» حيث يروي تسجيل صوتي ان كوريا الشمالية ظلت تبكي عشرة أيام بعد موت زعيمها.
وترقد جثة الزعيم المحنطة في تابوت من الزجاج فوق مصطبة سوداء وسط قاعة مبردة ومعتمة. وقد البس بدلة داكنة وضع عليه غطاء احمر.
وقالت إحدى الدليلات ان زيارة الضريح تعزز في كل مرة رغبتها في السير على خطاه.
ومنذ طفولتهم يتم إغراق الكوريين الشماليين برسائل تمجد عظمة هذا الرجل الذي أسس الدولة الشيوعية في 1948 بعد ان حارب اليابانيين أثناء الحرب. وبعد فترة تصنيع مكثفة في ستينيات القرن الماضي انهار اقتصاد البلاد، وأدت مجاعة الى وفاة مليوني شخص نهاية التسعينيات، بحسب منظمات غير حكومية.