رجل يحمل حطبا على ظهره، وخضار مزروع على جوانب الطرق، وماعز ترعى في احد الحقول.. على الكوريين الشماليين ان يتدبروا أمورهم لإيجاد الطعام في بلد اجتاحته مجاعة في تسعينيات القرن الماضي ويعاني من نقص مزمن في المواد الغذائية.
وفي الوقت الذي يعد فيه «القائد الغالي» كيم جونغ ايل (68 عاما) الأوضاع لكي يخلفه نجله الأصغر كيم جونغ اون (27 عاما) على ما يبدو، فإن القائد المقبل سيرث اقتصادا منهارا.
ويمكن للزائر على متن حافلة في ضواحي بيونغ يانغ ان يرى عددا من بساتين الخضار في اي مكان: على جوانب الطرق او أمام مطعم مخصص للأجانب او بين شجرتين على طول جادة مؤدية الى المطار.
ويقوم السكان بصيد الأسماك في الأنهر. ويمر رجل يحمل على ظهره حطبا في حي لا يمكن تحديد ما اذا كان ريفيا ام مدنيا ترعى فيه أبقار وماعز بالقرب من حقل للأرز.
ويسير مارة آخرون وهم يحملون اكياسا كبيرة على ظهورهم على طول «الطريق السريع للبطل الشاب» المؤدية الى خارج العاصمة والتي تعتبر واحدة من الطرق السريعة الـ 4 في البلاد.
وتعتبر الجوانب السفلى الأكثر اكتظاظا في الجادة المؤلفة من عشرة خطوط، لان عدد الدراجات يفوق بكثير الحوافل المحلية الصغيرة التي تنقل الركاب نحو مدينة نامبو (غرب بيونغ يانغ).
ويوضح دليل سياحي «بلادنا تفتقر الى النفط. ونحن نقوم بكل ما بوسعنا للاقتصاد، لهذا لا ترون الكثير من السيارات».
ولا يسمح للزائرين الأجانب بالتنقل من دون مرافق رسمي في كوريا الشمالية. ويجعل الدليل من الصعب زيارة احد المتاجر كما يتعلل بضيق الوقت لرفض التوجه الى سوق محلية تابعة للدولة مع انها «شعبية جدا».
المحلات «الرسمية» موجودة عادة في الطابق الأرضي للعديد من المباني. لبعضها واجهات يمكن للناظر من نافذة الحافلة ان يرى فيها أحذية وزجاجات وعلبا من الطعام.
ويغلق متجر كبير مجهز بسلالم كهربائية ابوابه عند الساعة 18.00.
وفرضت الأسرة الدولية على البلاد في السنوات الاخيرة سلسلة من العقوبات الاقتصادية على خلفية التوتر المستمر حول برنامجها النووي.
وفي ستينيات القرن الماضي، بعد حرب الكوريتين (1950-1953) التي انتهت بتكريس الانقسام بين شطري شبه الجزيرة الكورية، أطلقت كوريا الشمالية برنامجا مكثفا للتصنيع حتى انها تجاوزت جارتها في الجنوب. الا ان الاقتصاد المخطط له تدهور قبل ان ينهار مع توقف المساعدات والعلاقات التجارية مع الكتلة السوفييتية السابقة.
وضربت مجاعة اسفرت عن مليون قتيل بحسب منظمات غير حكومية في التسعينيات (1995-1998) كما ان البلاد تعاني بانتظام من نقص في المواد الغذائية.
وتشير الأمم المتحدة الى ان ثلث الاطفال يعانون من سوء التغذية. ولا يتجاوز سعر تذكرة المترو في بيونغ يانغ والترام الكهربائي او الحافلة 5 وون (30 سنتا اميركيا).
إلا ان قلة من النخبة لا تحتاج الى وسائل النقل العام اذ يستخدم مدير وكالة محلية للسفر سيارة مرسيدس سوداء. وبعد إصلاحات محدودة في عام 2002 أجازت بفتح اسواق، عاد النظام وتراجع في عام 2005 وحظر هذه النشاطات الخاصة. إلا ان زائرا أجنبيا قال انه عثر على سوق غير رسمية في آخر زقاق. وفيه جلس باعة وراء بضائعهم من السجائر والملابس الداخلية والخضار. ويمكن للنخبة الذين يتعاملون بالعملات الأجنبية او للسياح ان ينزلوا في واحد من الفندقين الفاخرين في العاصمة ويدعى يانغاكدو حيث يجدون فرشاة أسنان ومعكرونة مستوردة وكحولا وأدوية.