في مشهد صادم مازال يلفه الغموض والفوضى انتشر عشرات الجنود الإكوادوريين بشكل مفاجئ مستولين على المطار الدولي في العاصمة كيتو وعلى مقر الكونغرس، فيما انتشرت في الشوارع أعمال السلب والنهب، في حين لجأ الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا بعد إصابته بجروح الى إحدى غرف مستشفى «كيتو» لأنه يخشى على حياته من محاولة الانقلاب القائمة والتي أعلن قائد الجيش رفضه لها وولاءه للسلطة.
وأضاف قائد الجيش الإكوادوري ارنستو جونزاليز ان قواته مازالت على ولائها للرئيس كوريا، الا ان الشرطة الاكوادورية رفضت الانصياع للأوامر في جزء كبير من البلاد وذلك احتجاجا على قانون تم إقراره الثلاثاء الماضي من قبل الجمعية الوطنية يقضي بوقف علاوات رجال الشرطة. وفيما أعلن الرئيس كوريا انه لن يرضخ للعسكريين، الا انه أكد في اتصال هاتفي مع محطة تلفزيونية انه لجأ الى إحدى غرف مستشفى في كيتو لأنه يخشى على حياته بعدما ندد بمحاولة الانقلاب في البلاد.
بدوره أعلن وزير الخارجية ريكاردو باتينو انه لم تحدث اي انتفاضة شعبية في البلاد لكن مظاهرة قام بها أفراد الشرطة أمر لا يمكن قبوله أو التساهل معه.
وقال شهود عيان ان أعمال نهب تجري في كيتو وفي جواياكيل ثاني اكبر مدينة في البلاد وان العمال في كثير من الشركات ارسلوا الى منازلهم كما أغلقت المدارس في العديد من المدن. وفي أماكن أخرى في كيتو أضرم رجال الشرطة النار في الإطارات احتجاجا على اقتراح بخفض مكافآتهم. من جانبه، أعلن أحد الوزراء ان أعضاء في حزب كوريا اليساري يمنعون إقرار تشريعات تستهدف خفض الإنفاق في البلاد مما دفعه الى النظر في حل الكونغرس في خطوة تتيح له أن يحكم بمراسيم رئاسية لحين إجراء انتخابات جديدة. بموازاة ذلك، دعا محافظ البنك المركزي دييغو بورخا الى الهدوء وحث الناس على عدم سحب الأموال من البنوك. وفي وقت سابق، قالت دوريس سوليس وزيرة السياسات بعد اجتماعها مع كوريا وكبار المسؤولين في وقت متأخر أمس الأول «هذا سيناريو لا يريده أحد لكنه احتمال وارد عندما لا تتوافر الظروف للتغيير». وأضافت للصحافيين «لم يتخذ القرار بعد (بحل الكونغرس).. المشرعون في ائتلافنا ملتزمون بالاتساق مع مشروعنا للتغيير».