رأى خبراء ان الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يتمتع بحضور كبير، فرض البرازيل على الساحة الدولية لكنه فرض عزلة على نفسه في تقاربه مع ايران في سياسة يتوقع ان يتبعها خلفه بهدوء اكبر.
وفي غضون 8 سنوات وبعد استفادتها من اقتصاد في قمة الازدهار، اكتسبت البرازيل مكانة مهمة في كبرى المفاوضات الدولية حول التجارة والبيئة واصلاح ادارة الاقتصاد العالمي.
وحاولت البرازيل ان تجعل من مجموعة العشرين ـ التي تشمل الدول الغنية والناشئة ـ مكانة كبيرة للمناقشات حول النظام العالمي الجديد على حساب الدول الصناعية التي تشكل مجموعة الثماني.
وأعلن امادو سرفو استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية في برازيليا لفرانس برس ان «دا سيلفا أراد تعزيز مجموعة العشرين وإضعاف مجموعة الثماني التي يعتبرها غير شرعية لانها تقصي البلدان الناشئة».
واعتبر «انه نجح في ذلك على الأقل جزئيا».
في المقابل لم يتحقق الطموح القديم للديبلوماسية البرازيلية المتمثل في الجلوس حول طاولة مجلس الأمن الدولي كعضو دائم وليس كمجرد مدعو.
لكن ذلك لم يحصل بسبب خطأ من دا سيلفا، بل لرفض الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتمتع بحق النقض، تقاسم نفوذها في اعلى هيئة قرارات في الأمم المتحدة، كما يرى المحلل.
واعتبر ديفيد فلايشر الاستاذ في جامعة برازيليا ان الحكومة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات الرئاسية والعامة في الثالث من اكتوبر ستواجه الصعوبات نفسها.
وقال ان «البرازيل عضو في مجموعة «بريك» مع الصين والهند وروسيا.. لكن الصين تريد عرقلة اليابان والهند وباكستان. وفي هذا السياق فإن فرص البرازيل ـ التي تريد اصلاح مجلس الامن ـ ضئيلة».
وقد تبلورت إرادة العملاق الاميركي الجنوبي في ممارسة دور شامل ايضا عبر محاولته الوساطة ـ التي سرعان ما عرقلتها اسرائيل ـ في النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني المتشعب، كما يرى امادو سرفو.
كذلك آلت مبادرة دا سيلفا نزع فتيل الأزمة النووية بين ايران والدول الكبرى الى الفشل ووجدت البرازيل نفسها معزولة في الأمم المتحدة عندما صوتت مع تركيا ضد تشديد العقوبات الدولية على طهران.
كما اثار صمت الزعيم النقابي السابق حول القمع في ايران وكوبا فيما قد يبدو مجاملة مع «صديقيه» الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والزعيم الكوبي فيدل كاسترو، او تضامنه الكامل مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية، ايضا انتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وقد جعل دا سيلفا عندما تولى السلطة في 2003، من التكامل الإقليمي في اميركا الجنوبية احدى اولوياته لكن البرازيل بعد ثماني سنوات ورغم وزنها لم تتمكن من تنسيق المصالح المتناقضة بين جيرانها.
واعتبر اندري بيريرا سيزار المستشار في معهد «كاك» انه اذا فازت مساعدة دا سيلفا للمرشحة الى الرئاسة ديلما روسيف، كما تتوقع جميع الاستطلاعات، فانها ستسلك الطريق نفسه لسلفها.
وقال «اذا تأكد فوز روسيف فلن يحصل تغيير في السياسة الخارجية».
في المقابل، كانت السياسة الخارجية من الزوايا النادرة التي استخدمها معارض دا سيلفا الأساسي الاجتماعي الديموقراطي جوزيه سيرا لاسيما بشأن ايران وحقوق الانسان. وقال ديفيد فلايشر ان «الفرق بين روسيف وسيرا سيكون بلا شك الاكبر في مجال السياسة الخارجية».