شؤون مصرية
القاهرة - علاء عبدالحميد
أثارت التهديدات التي تلقتها أجهزة الأمن المصرية عن استهداف تنظيم القاعدة لمصر وارتكاب عدد من العمليات الإرهابية بداخلها خلال الفترة المقبلة ردود أفعال لم تنته بعد، خاصة مع الاستعدادات المصرية للاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو الاثنين المقبل والذي من المتوقع أن تشهد مصر فيه وقوع عمليات إرهابية جديدة بحسب ما تخشاه أجهزة الأمن، خاصة أن التنظيمات الإرهابية المتطرفة دأبت في السنوات الأربع الأخيرة على استهداف منشآت حيوية وسياحية خلال فترة الإجازات والتي تكررت في أعياد 6 أكتوبر، و23 يوليو، و25 ابريل من خلال العمليات الإرهابية والتفجيرات التي وقعت في الفترة الماضية.
كما تواكبت هذه التهديدات أيضا مع الإعلان عن تفاصيل التحقيقات مع 35 متهما من المنتمين لتنظيم القاعدة بمصر والذين تم توقيفهم قبل 4 أشهر في محافظتي بني سويف والقليوبية، إضافة لتواكبها مع ذكرى الهجمات على محطات مترو الانفاق بكل من العاصمتين مدريد ولندن في الصيف قبل الماضي.
لذلك لم يكن غريبا أن تقوم أجهزة الأمن المصرية بإعلان حالة الاستنفار العامة وتقوم بتفتيش الركاب في محطات مترو الانفاق والموانئ والمطارات، بدقة بالغة وصلت لحد التفتيش الذاتي والاستعانة بالكلاب البوليسية، وسيارات الكشف عن المفرقعات والألغام لتأمين عربات المترو في المنطقة الواقعة بين شبرا الخيمة وحلوان والمرج، وتفتيش كل محطة بدقة بجانب إخلاء المناطق المجاورة لمداخل ومخارج المترو من الباعة الجائلين.
أجهزة الأمن المصرية لديها فيما يبدو معلومات قوية عن تسلل إرهابيين للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية، كبرى داخل مصر، لذلك تم إعلان حالة الاستنفار والطوارئ القصوى ليس في المطارات والموانئ ومحطات المترو فقط وإنما أيضا امتدت لتشمل تأمين جميع المصالح الأميركية والإسرائيلية والسفارات الأجنبية بمصر، إضافة للمنشآت المهمة والحيوية وجميع المناطق السياحية والإستراتيجية في سيناء، خاصة أن العمليات الإرهابية الثلاث الأخيرة والتي وقعت في غضون الأعوام الأربعة الماضية وقعت في سيناء مستغلة ثغرات أمنية كبيرة مكنت المتطرفين والإرهابيين من ضرب السياحة في هذه الأماكن.
وعلى الرغم من عدم الإعلان الرسمي عن تلقي بلاغات بتعرض محطات المترو والمطارات لأعمال إرهابية، إلا أن كثافة التواجد الأمني وعمليات التفتيش الذاتية، وانتشار الكمائن الأمنية الثابتة والمتحركة ليل نهار تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك شيئا ما يلوح في الأفق، وتنامى إلى علم أجهزة الأمن المصرية ما يشير الى قرب وقوع إحدى العمليات الإرهابية أو بمعنى أدق أن مصر أصبحت في مرمى نيران ولدغات القاعدة، على الرغم من تأكيدات مصادر أمنية لـ «شؤون مصرية» أن هذه الإجراءات عادية وروتينية متكررة.
أما أبرز التفسيرات الأمنية بهذا الصدد فتشير إلى أن هذه التحذيرات والبلاغات وهمية هدفها في المقام الأول إحداث قلاقل وبلبلة من ناحية وتكبيد مصر خسارة فادحة من ضرب السياحة.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )