في وقت تعيش فيه أميركا وأوروبا هواجس التحذيرات من هجمات ارهابية محتملة، حكمت محكمة امس بالسجن مدى الحياة على فيصل شاه زاد وهو مواطن اميركي باكستاني الاصل حاول تفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك.
وكان شاه زاد (31 عاما) اقر في يونيو بأنه مذنب بتهمة القيام بمحاولة فاشلة لتفجير سيارة ملغومة في مانهاتن في أول مايو وقال انه تلقى تدريبا على صنع القنابل من حركة طالبان الباكستانية وان الجماعة مولت مؤامرة التفجير.
هذا وبعد أقل من يومين على التحذيرات من احتمال تعرض عدة مدن أوروبية بينها باريس وبرلين الى هجمات ارهابية، أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية بأن شرطة مكافحة الارهاب اعتقلت أمس 12 شخصا في عدة أجزاء من البلاد في قضيتين مختلفتين تستهدفان اوساط الاسلاميين، على ما افادت مصادر قريبة من التحقيق.
وأفادت المصادر بأن تسعة اشخاص اعتقلوا في مرسيليا وافينيون في اطار تحقيق يجري في باريس حول قضية ارهابية، وقد تم ضبط اسلحة خلال اعتقالهم.
وجرت هذه التوقيفات بناء على انابة قضائية صادرة عن قاض في باريس متخصص في القضايا الارهابية وينظر حاليا في قضية «عصبة أشرار على علاقة بمنظمة ارهابية».
وأضافت المصادر ان «بعض الاسلحة، بينها رشاش كلاشنيكوف وبندقية تعمل بالضغط اضافة الى كميات من الذخائر» ضبطت خلال التوقيفات التي نفذتها دائرة مكافحة الارهاب (سدات) التابعة للادارة المركزية للشرطة القضائية.
كما اعتقل ثلاثة اشخاص قرب بوردو (جنوب غرب) وفي مرسيليا (جنوب) بعد العثور على معطياتهم بين مقتنيات رياض حنوني الاسلامي من اصل جزائري الذي اعتقل السبت الماضي في نابولي بايطاليا وفي حوزته معدات لصنع متفجرات، حيث تطالب فرنسا بتسليمه، بحسب المصادر.
هذه التوقيفات والتحذيرات من هجمات ارهابية في اوروبا، دعمت موقف اجهزة الاستخبارات الغربية في مخاوفها من وقوع هجمات دامية تنظمها «القاعدة» وحلفاؤها على غرار عملية بومباي عام 2008.
وأفادت معلومات صادرة مؤخرا عن الاستخبارات الاميركية والاوروبية ان القاعدة تخطط لهجمات مشابهة تتضمن رجالا مدججين بالسلاح وتكتيكات ترمي الى إلحاق خسائر فادحة ونشر الرعب دون المخاطر المرتبطة بصنع عبوات.
وأوضح المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بروس ريدل لوكالة فرانس برس «مقارنة بمحاولة وضع متفجرات على متن طائرة، فالأمر أكثر سهولة بكثير. ما هو مطلوب ليس سوى القيادة نحو الهدف والخروج والتحرك».
وتابع ريدل الذي يعمل الان في مركز بروكينغز للابحاث بعد ان كان مستشارا للرئيس الاميركي باراك اوباما «انها فكرة بسيطة نسبيا تقوم على جمع عدد من الانتحاريين المستعدين لارتكاب عمليات قتل جماعية والانتحار وإفلاتهم في بيئة مدنية» على غرار هجمات بومباي، حيث أقدم عشرة مسلحين في منظمة عسكر طيبة الموالية للقاعدة على الهجوم على عدة أهداف من المدينة الهندية حيث وفدوا بحرا من كراتشي الباكستانية. وأدت الهجمات الى مقتل 166 شخصا.
وكادت القاعدة التي استوحت طريقة العمل تلك ان تنجح في العام الفائت في تنفيذ عملية مشابهة في الدنمارك لاستهداف مكاتب صحيفة ييلاندس ـ بوستن التي نشرت قبل سنوات الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكشفت تفاصيل الخطة في اثناء محاكمة ديفيد هيدلي الاميركي الباكستاني الاصل الذي اقر بالمشاركة في اعداد هجمات بومباي.
وروى هيدلي انه ادعى انه يريد شراء مساحة اعلانية لتفقد مقر الصحيفة في كوبنهاغن، بما يسمح لشركائه بالدخول اليها لاحقا وقتل الموجودين وبدء معركة حتى الموت مع الشرطة الدنماركية.
وقال ريدل «من الجلي في قضية كوبنهاغن ان عناصر القاعدة ينظرون جديا الى مثال بومباي على انه نموذج ينبغي اعادة تطبيقه».
ويشير الخبراء الى ان المهاجمين المحتملين سيواجهون عقبات اكبر للتزود بالسلاح في اوروبا مما اذا كانوا في جنوب آسيا او الولايات المتحدة حيث تتوافر بسهولة.
كما ستتمكن وحدات خاصة في الشرطة خضعت لتدريب مكثف من محاصرة هجوم مماثل بمزيد من السرعة عما حصل في بومباي، حيث اتهمت الشرطة الهندية بالبطء في التحرك.
بالرغم من ذلك، لفت غابرييل كولر ـ ديريك من مركز مكافحة الارهاب في اكاديمية وست بوينت العسكرية الاميركية الى ان «بومباي أثبتت ان استخدام الاسلحة النارية يزيد من سهولة تنفيذ هجوم ارهابي».
وأوضح انه في العام الفائت عندما فتح ضابط النار على زملائه في قاعدة فورت هود الاميركية في تكساس وصلت الشرطة «باسرع ما يمكن في حال مماثلة. بالرغم من ذلك قتل 13 شخصا».
بالاضافة الى ذلك فان اي هجوم يستهدف مدنا اميركية او اوروبية سيشمل ارهابيين حاصلين على جوازات سفر غربية بحيث يمكنهم المرور خفية.