مازالت قضية حرق المصاحف تتفاعل في أكثر من مكان في العالم، حيث أعلن القضاء الفرنسي أن الرجل الذي بث عبر الانترنت شريط فيديو وظهر فيه وهو يحرق صفحة من القرآن ويتبول على رمادها، سيمثل امام محكمة ستراسبورغ في شرق فرنسا بتهمة التحريض على الحقد العرقي. واوضحت المحكمة ان المتهم «سيمثل قريبا» امام القضاء بعد اعتقاله الاثنين الماضي.
وفي هذا الفيلم السيئ النوعية والذي يستغرق عرضه نحو الساعة قام رجل اولا بقطع صفحة من المصحف وصنع منها طائرة ورقية اطلقها على كوبين زجاجيين يفترض انهما يمثلان برجي مركز التجارة العالمي. ثم قام الرجل بحرق هذه الصفحة بعد غمسها بالكحول قبل ان يطفئ النار بالتبول عليها في طبق عميق.
والرجل الذي ظهر مكشوف الوجه في بداية الفيديو واعلن هويته يقيم في مدينة بيشهايم التابعة لدائرة ستراسبورغ وفقا للعنوان المكتوب على رسالة التقديم. وقد استجوبته الشرطة الاثنين وفقا للنيابة.
من جهته، قال عبدالعزيز شكري المندوب العام لمسجد ستراسبورغ الكبير الذي عثر على الفيديو وابلغ السلطات بأمره بعد ان اجرى نقاشا مع الرجل «اذا لم نتحرك فإننا نسمح بذلك للناس بحرق كتاب مقدس».
في المقابل اقترحت كنيسة «فرست يونايتد ميثودست» في ولاية الينوي الاميركية مبادرة بعنوان «لا تحرق.. اقرأ وتعلم» ودعت المصلين وسكان المنطقة الى قراءة المصحف الشريف المترجم الى الإنجليزية وتدرس معانيه بهدف فهم تعاليم الإسلام وإحداث التقارب ونشر التسامح.
واعلن قسيس الكنيسة دين شابلي كما أورد راديو «سوا» أن نجاح مبادرة قراءة القرآن شجعته على دعوة علماء المسلمين اميركيين الى إلقاء محاضرات وندوات للقاء غير المسلمين وتزويدهم بمعلومات صحيحة عن الإسلام. من جهة أخرى، قال الأمين العام لرابطة مسلمي مالاوي أمس الأول ان مسلمين في جنوب مالاوي أحرقوا نسخا من الكتاب المقدس احتجاجا على قيام مؤسسة تبشير بتوزيعها في مدارس إسلامية.
وقال الشيخ عمران شريف الأمين العام للرابطة لـ «رويترز» «أثار ذلك ضيق بعض الآباء وزعماء آخرين لجأوا الى حرق الكتب المقدسة.. احتجاجا».
وتابع ان حرق الكتب المقدسة قام به نفر من المسلمين المتعصبين وقد أمرتهم الرابطة بالكف عن ذلك.
وفي مالاوي 1.7 مليون مسلم يعيش غالبيتهم في جنوب البلاد التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة.
ولقي احتجاج المسلمين انتقادات واسعة النطاق في مالاوي وهي بلد علماني يكاد لا يشهد توترات دينية. اذ طالب الكاهن مكدونالد كدواتي وهو رجل دين مسيحي كبير رجال الدين المسلمين بدعوة أتباعهم للكف عن حرق نسخ الكتاب المقدس.
وقال كدواتي «هذه حالة محزنة من عدم التسامح الديني ونحن ندينها بلا تحفظ». ودعا الشرطة لاعتقال من يقومون بذلك.
من جانبه، قال المفتش العام للشرطة بيتر موخيتو ان الشرطة فتحت تحقيقا لكنه لم يذكر عدد النسخ التي أحرقت.
وقالت مؤسسة جديون انترناشونال التي تكرس نفسها لتوزيع نسخ من الكتاب المقدس في شتى أنحاء العالم في موقعها على الانترنت انها وزعت نحو 90 مليون نسخة من الكتاب المقدس في 22 دولة في شرق افريقيا.
وفي فلسطين المحتلة، قام ستة من حاخامات المستوطنين امس الأول بزيارة تضامنية لقرية بيت فجار بالقرب من مدينة بيت لحم بعد أن قام مستوطنون يهود متطرفون بإضرام النار في مسجد الأنبياء الاثنين الماضي، واحضروا معهم نسخا من القرآن وزعوها عوضا عن النسخ المحروقة.
وقال الحاخام مناحيم فرومان بعد تسليم صندوق يحتوي على عشرين نسخة من القرآن بدل تلك التي احرقت في المسجد، ان «هذه الارض هي ارض السلام والله سينتقم من أولئك الذين قاموا بحرق المسجد».
وقال الحاخام فرومان لـ «فرانس برس» «كان من المهم ان نزور بيت فجار لنبرهن ان المستوطنين ليسوا جميعا اناسا يسعون الى الحرب ولكننا نريد ان نعيش بسلام مع جيراننا».
وقال عابد فرج الله الذي جاء الى بيت فجار من قرية كفر ادنا برفقة مستوطنين يعيشون في مستوطنة مجاورة، «نحن من عائلة واحدة وعلينا ان نعيش معا».