دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عما ورد يوم الأحد الماضي في خطاب الرئيس الألماني كريستيان فولف بمناسبة الذكرى العشرين للوحدة الألمانية عن الإسلام في الوقت الذي طالبت فيه بمزيد من الاعتراف بالمسيحية.
وكان ساسة منتمون لتحالف ميركل المسيحي الديموقراطي وجهوا انتقادات إلى ما تناوله فولف خلال خطابه أن الإسلام صار جزءا من البلاد كالمسيحية واليهودية عندما قال إن ألمانيا لديها تاريخ مسيحي ـ يهودي، «لكن الإسلام أصبح أيضا جزءا من ألمانيا اليوم».
وخلال جلسة لأعضاء الكتلة البرلمانية لتحالف ميركل المسيحي نقل بعض الحاضرين عن المستشارة الألمانية إشارتها لهذه الجملة التي وردت في خطاب الرئيس مع تأكيدها ان ذلك لا يعني أن الإسلام هو «أساس للذات الثقافية لألمانيا». وقالت ميركل إن معيار اندماج الأجانب هو القانون الأساسي للدولة لا الشريعة الإسلامية.
وأعربت ميركل مجددا عن تأييدها لتدريب الأئمة المسلمين العاملين في ألمانيا في الوقت الذي طالبت فيه بظهور أقوى لصورة الإنسان المسيحي داعية إلى مزيد من التفكير في حرف «سي» الذي يرمز إلى المسيحية في اسم تحالفها.
وكان رئيس المجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يكون مع الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل ما يسمى بالتحالف المسيحي، أكد أن الإسلام ليس جزءا من الثقافة الألمانية.
وقال هانز بيتر فريدريش أمس الأول في برلين: «لا أوافق على أن الإسلام جزء من ثقافتنا. أنا غير موافق على هذا التفسير للرئيس».
وذكر فريدريش أن الثقافة المسيحية الغربية مع الأصول اليهودية هي الثقافة الرائدة التي اندمج فيها كل من يريد العيش في ألمانيا.
وفي الوقت نفسه، قال فريدريش إن الرئيس تحدث خلال خطابه عن موضوعات مهمة تتم مناقشتها في الوقت الحالي، وقال: «الخطب الجيدة تتميز بأنها تطرح القضايا السليمة».
وذكر فريدريش أن هناك حقائق لابد من أخذها في الاعتبار، وهي أن هناك ملايين من المسلمين يعيشون في ألمانيا. من جانبه، قال رئيس لجنة شؤون الداخلية في البرلمان الألماني، فولفغانغ بوسباخ، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل، في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة اليوم: «رغم أن الإسلام أصبح الآن جزءا من واقع الحياة في ألمانيا، لكن التقاليد المسيحية ـ اليهودية هي التي تنتمي إلينا».