بيروت - عمر حبنجر
عاشت بيروت والمتن الشمالي يوما انتخابيا مشهودا امس مع انتهاء فترة قبول الترشيحات للمقعدين النيابيين الذين شغرا باغتيال الوزير بيار امين الجميل ثم النائب وليد عيدو في وقتين متباعدين.
ففي بيروت، وقع اختيار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على رجل الاعمال امين عيتاني عضو مجلس امناء جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية ليحل محل النائب الشهيد وليد عيدو.
وفور وصوله الى بيروت امس، اجرى النائب الحريري اتصالا هاتفيا بالنائب السابق تمام سلام الذي كان يطمح الى هذا الموقع وشكره على موقفه الرامي الى تزكية مرشح تيار المستقبل في الانتخابات الفرعية التي ستجرى يوم 5 اغسطس ومشيدا بهذا الموقف.
وانضم حزب الله ومعه العماد ميشال عون الى تجنب خوض معركة انتخابية في دائرة بيروت الثانية بوجه تيار المستقبل، واعلن الطرفان - اي حزب الله والعماد عون - عدم الرغبة باحداث منافسات انتخابية في بيروت.
وكان امين عيتاني، الذي ترأس في وقت مضى اتحاد عائلات بيروت وعائلة بني عيتاني، قد واجه منافسة حامية من داخل خط المستقبل، وبالذات من المحامي محمد امين داعوق العضو في مجلس امناء المقاصد ايضا حتى كان الحسم لمصلحة امين عيتاني.
اما في دائرة المتن الشمالي فقد كان هناك امين آخر، وطبقا لما نشرته «الأنباء» منذ يومين فقد اعلن الرئيس امين الجميل خوضه الانتخابات الفرعية في المتن لملء الموقع النيابي الذي شغر بوفاة نجله الوزير بيار الجميل، مستبعدا كل ما تردد عن احتمال خوضه الانتخابات بابنه الثاني سامي الذي يهيئه لرئاسة حزب الكتائب.
ويظهر ان جميع المساعي لعرقلة هذه الانتخابات من جانب المعارضة وعبر الطعن بشرعية الدعوة لانتخابات دون توقيع رئيس الجمهورية ذهبت ادراج الرياح، لذلك قرر العماد ميشال عون تجاوز موقفه الرافض لشرعية الدعوة لهذه الانتخابات، وبالتالي خوضها بواسطة مسؤول القطاع الطبي في التيار الوطني الحر كميل خوري.
واعلن الجميل ترشيحه للمقعد النيابي الذي شغر باغتيال نجله بيار في مؤتمر صحافي في بكفيا استهله بالقول: من مآسي الحياة، وما اكثرها في بيتنا، ان يضطر والد لأن يتابع طريق ولده، هذا قدرنا، وقد ارتضيناه في سبيل لبنان.
وقال الجميل انه يخوض الاستحقاق الفرعي المقرر يوم الاحد 15 اغسطس المقبل لملء المقعد النيابي الشاغر باغتيال نجله الوزير بيار الجميل بحكمة الصابر على المصيبة، بقدرة المؤمن على المغفرة وبعزم المصمم على الانتصار.
ولفت الجميل الى ان «انظار حلفائنا في لبنان والمنطقة والعالم متجهة نحو المتن الشمالي ليعرفوا اي لبنان نريد، واي مسؤولين نختار، فالاستحقاق امتحان بقدر ما هو انتخاب».
واعتبر الجميل ان خلفيات الاستحقاق الانتخابي في المتن هي رهانات المرحلة الحالية، اي التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان، داعيا الى الانتباه الى ان هذه الانتخابات ليست مبارزة قروية وعائلية وشخصية، مضيفا: المتن اليوم يختصر الصراع على لبنان، وهو يحتاج رجال صمود وتجارب.
وتوجه الجميل الى الناخبين المتنيين لكي يأتي خيارهم بحياة جديدة لنجله الشهيد بيار ورسالة الى قتلته ونداء الى ثورة الازر.
الصفحة في ملف ( pdf )