برلين ـ د.ب.أ: كبرت كرة الثلج التي اطلقها الرئيس الالماني كريستيان فولف باعتباره الاسلام جزءا من ألمانيا وتصاعدت حدة الجدل حول ذلك بعد مطالبة حزبي الخضر والاشتراكيين المعارضين بالاعتراف رسميا بالإسلام كديانة ومساواته قانونيا مع الكنائس المسيحية.
وقال ديتر فيفلزبوتس، متحدث الشؤون الداخلية للجبهة البرلمانية للاشتراكيين، في حديث لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» الصادرة أمس إن الاعتراف بالإسلام كديانة رسمية سيكون بمنزلة مؤشر مهم لنحو أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا.
في الوقت نفسه، أكد محمد كليش، المتحدث باسم شؤون الاندماج بالجبهة البرلمانية لحزب الخضر، ان الاعتراف بالإسلام كديانة ومساواته بالأديان الرسمية الأخرى من شأنه منح الشعور للمسلمين بالترحيب بهم في ألمانيا.
وشدد المتحدث على أن الإسلام أصبح، بلا جدال، جزءا من ألمانيا وأن عدم الاعتراف بهذه الحقيقة سيكون مؤلما للتحالف المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل وسيزيد من حيرة المسلمين.
حيث قالت ميركل في رد فعل على كلمة الرئيس الألماني، كريستيان فولف، ان الإسلام اصبح جزءا من ألمانيا «أعتقد أن الرئيس الألماني أشار إلى شيء مهم جدا من وجهة نظري وهو أن ألمانيا تتميز بالجذور المسيحية والجذور اليهودية، وأن ذلك صنع تاريخنا، وأن لدينا بالطبع مسلمين في ألمانيا».
لكنها أكدت أن ما يسري في ألمانيا هو القانون الأساسي (الدستور) وليس الشريعة الإسلامية، وقالت: «وبخلاف ذلك فإن القوة المميزة لثقافتنا عبر قرون هي الثقافة المسيحية ـ اليهودية وإن لم يكن عبر آلاف السنين».
جاءت تصريحات ميركل في ظل الجدل الدائر حول خطاب الرئيس فولف الذي ألقاه الأحد الماضي في الذكرى العشرين لإعادة توحيد شطري ألمانيا، حيث قوبلت بعض العبارات التي تحدث فيها عن الإسلام بانتقادات وترحيب في الوقت نفسه من قبل العديد من الأوساط السياسية والدينية والاجتماعية في البلاد.
كان فولف قال خلال خطابه إن ألمانيا لها تاريخ مسيحي ـ يهودي، «لكن الإسلام أصبح أيضا جزءا من ألمانيا اليوم».
وقد طالب الأمين العام للحزب المسيحي الديموقراطي، الذي تتزعمه ميركل، باعتراف واضح بالتقاليد المسيحية في ألمانيا.
وقال هيرمان جروه: «يتعين علينا الاعتراف بتقاليدنا المسيحية في ألمانيا، حتى خلال الحوار مع المسلمين».
وأشار جروه إلى أن فولف ألقى خطابا مهما، وأضاف: «الحرية الدينية للجميع، وللمسلمين أيضا».
وفي الوقت نفسه ذكر جروه أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تنازلات في المساواة بين الرجل والمرأة في ألمانيا، مضيفا أن المسلمين يزعجهم في الغالب التقليل من شأن الدين في ألمانيا وليس التقاليد المسيحية.
وقد توالت ردود الأفعال بالسلب والإيجاب على خطاب الرئيس، حيث كشف استطلاع للرأي أجري بتكليف من صحيفة «بيلد» الألمانية أن 66% من الألمان يرون أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، بينما اتفق 24% فقط من الذين شملهم الاستطلاع مع ما قاله فولف. كما جاء في تقرير الصحيفة أن العديد من المواطنين أرسلوا للرئيس خطابات خلال الأيام الماضية تضمن جزء منها انتقادات للعبارات التي تحدث فيها عن الإسلام.
من ناحية أخرى، وصف رئيس مجلس الإسلام في ألمانيا علي كيزيلكايا خطاب الرئيس بأنه «خطوة كبيرة في عملية الاندماج».