أقر مسؤولون أميركيون بصحة بعض ما جاء في تقارير صحافية نشرت مؤخرا حول مسؤولية عناصر في جهاز الاستخبارات الباكستاني في دعم قيادات في حركة «طالبان» ودفعها لمواصلة القتال بعنف ضد القوات الأميركية والدولية المنتشرة في أفغانستان.
غير ان المسؤولين شددوا على ان هذا الأمر لا يعني التورط الرسمي لجهاز الاستخبارات الباكستاني بأكمله في الملف وخاصة على مستوى القيادة، مشددين على ان واشنطن طرحت الموضوع على قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني الذي تعهد بالعمل على «تغيير» الوضع القائم.
ونقلت شبكة «سي إن ان» الأميركية عن العقيد ديفيد لابان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» إن «جهاز الاستخبارات الباكستاني لا يدعم طالبان بشكل مؤسساتي» غير انه أضاف «نحن نناقش إذا كان هناك عناصر تقوم بأمور غير إيجابية». وتابع لابان: «لعب جهاز الاستخبارات الباكستاني دورا كبيرا في مواجهة الإرهاب، لكن لدينا بعض القلق حول النواحي التي يركز عليها استراتيجيا، الجنرال كياني يدرك هذا الأمر ويشاركنا إياه وهو يعمل لإجراء تغيير ولكن التغييرات بحاجة لوقت». من جهته، قال مسؤول أمني أميركي للـ «سي.إن.إن» طالبا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية العلاقات الأميركية ـ الباكستانية ان واشنطن لا تتهم القيادة الباكستانية مباشرة بدعم «طالبان» ولكنها تدرك وجود تعدد في أجهزة الاستخبارات التي تديرها إسلام أباد وأن بعض تلك الأجهزة قد يكون لها صلة بجماعات متطرفة. وعن إمكانية وجود عناصر تدعم حركة «طالبان» بشكل مباشر قال المسؤول «هذه باكستان ولا يمكن استبعاد أي شيء، نحن نواصل متابعة الموضع عن كثب لأن بعض العلاقات القديمة لا يمكن أن تنتهي بسهولة» في إشارة إلى تقارير حول الدور التاريخي للاستخبارات الباكستانية بدعم «المجاهدين الأفغان» خلال الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.