يبدو أن الدخان الأبيض سيبدأ بالتصاعد من مدخنة الأزمة الحكومية العراقية المستفحلة منذ 7 أشهر، اذا صدق توقع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بإمكانية إعلان تشكيلة الحكومة العراقية الأسبوع المقبل.
ونفى المالكي في مقابلة مع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الالكترونية ما قيل حول إمكانية تولي رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي منصب رئاسة الجمهورية.
وقال ان المسألة محسومة وأن الرئيس جلال الطالباني سيبقى في منصبه، فيما سيمنح علاوي فرصة شغل رئاسة جهاز جديد يدعى المجلس الوطني للدراسات الإستراتيجية إضافة إلى رئاسة البرلمان.
وأشار المالكي إلى أن جميع القوى السياسية رفضت مقترحا طرحه نائب الرئيس جو بايدن بتعيين الطالباني سفيرا فخريا للعراق، مقابل منح رئاسة الجمهورية لعلاوي، ورئاسة الحكومة للمالكي.
ونفى المالكي أن يكون وعد التيار الصدري مناصب أمنية حساسة مقابل دعمه، مشيرا إلى أنهم سيمنحون وزارات تناسب قوة كتلتهم في البرلمان.
في مكان آخر، دعا المالكي إلى فتح صفحة جديدة وعودة الذين «ذهبوا بعيدا في أخطائهم والعفو» عنهم في إشارة الى هيئات من ضمنهم البعثيون على ما يبدو.
وقال أمام وجهاء ومسؤولين حضروا المؤتمر الثاني لعشائر العراق «ينبغي ان يكون شعارنا فتح صفحة جديدة مع كل الذين ذهبوا بعيدا وأخطأوا، لا اقصد الذين تلطخت أيديهم بالدماء، انما الذين كانوا يعارضون العملية السياسية وارتكبوا أخطاء».
كما دعا المالكي الى «العفو وفتح صفحة جديدة لان البلد لا يمكن ان يبنى على أساس الأحقاد والكراهية».
واضاف ان «المصالحة الوطنية يجب ان تتسع لتستوعب هؤلاء حتى يتحقق الجانب الآخر من المصالحة الوطنية. بإمكاننا القول ان ما حدث قد حدث ومن أخطأ أخطأ لكن باب العودة الى الوطن مفتوح على أساس عدم السماح لتسلل الإرهاب مرة اخرى والطائفية».
من جهة اخرى، اعتبر المالكي ان «العراق لا يزال في الدائرة الحمراء ويتعرض لأخطار كثيرة والبعض من أبنائه يريد ان يتعامل بلا مسؤولية او حرص او وعي».
ودعا الى «حكومة شراكة حقيقية تستند الى الدستور وإذا ما وجدنا في الدستور عيبا علينا ان نتجه لإصلاحه عبر الدستور ايضا نريد تشكيل حكومة على أساس المصلحة الوطنية أولا لكنها تحقق مبدأ الشراكة وعدم التهميش والإلغاء».
وأوضح في هذا السياق، «ندعو الجميع الى الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة هنا داخل العراق والتحاور. من الطبيعي ان نختلف في كيفية بناء الدولة لكن يجب ان نتفق لان هذا البلد لا يقوده فريق دون آخر ولا قومية دون اخرى ولا حزب دون آخر».
وتابع انه «لابد ان نعتمد المصالحة الوطنية وهي ليست تراضيا بين متخاصمين ونعني بها الالتزام بالدولة وتقديم الصالح الوطني أولا فالعملية السياسية تستند الى الدستور ليس الى رغبات وأهواء».
وغمز من قناة الاستقواء بدول الجوار والعالم داعيا الى «علاقات طيبة مع دول الجوار والعالم لكن العلاقات الطيبة القائمة على أساس المصالح المشتركة شيء وعملية الاستقواء بها على الشريك الآخر شيء آخر».
وقال «يعز علينا ان يصل التدخل الى حد ترسيم خطوط تشكيل الحكومة او الى حد الإملاءات او الفرض على هذا الفريق او ذاك».
وختم داعيا الى ضرورة ان «نجلس بمختلف انتماءاتنا ونتحاور لنصل الى نقطة الالتقاء ولن نصل إلا على أساس الاستعداد للتعاطي بمرونة وواقعية ومنح الآخر حق الشراكة في الوطن».
من جانبه، أكد مسؤول كردي لوكالة أسوشيتد برس أن تشكيل الحكومة العراقية بات قريبا وأنه تم التوصل إلى اتفاق ليمنح الأكراد بموجبه دعمهم للمالكي. وأشار الى أن المالكي وافق على جميع المطالب الكردية. وكان المالكي قال في مقابلة لقناة الحرة الجمعة إن المطالب الكردية ليست تعجيزية.