اختتم وفد تابع لمجلس الأمن الدولي امس زيارة استطلاعية قام بها إلى السودان المعرض لانفصال جنوبه الغني بالنفط عن شماله في استفتاء مرتقب واعرب عن قلقه ازاء استمرار اعمال العنف هناك.
وأمضى الوفد يومين في منطقة الفاشر، شمالي دارفور، حيث توجد مقار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإجراء عملية حفظ سلام مشتركة في محاولة لاستعادة السلام في المنطقة وتهيئة الأوضاع الأمنية الملائمة لتوصيل مساعدات إنسانية لمواطني دارفور، ثم توجه إلى الخرطوم قبل عودته امس إلى نيويورك.
وعبر مبعوثا الولايات المتحدة وبريطانيا المشاركان في عداد الوفد عن قلقهما بشأن الوضع في اقليم دارفور حيث استمعا إلى شكاوى نازحين فارين من الجوع وتدهور الأمن.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة ان إحدى الشكاوى هي أن قوات حفظ السلام المختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لا تفعل ما فيه الكفاية لحماية النازحين.
وقالت ان ذلك يرجع إلى المبالغة في التوقعات المرجوة من القوة ـ المكونة من 22 ألف جندي وشرطي ـ في هذا الإقليم الشاسع، جاء ذلك في حديثها للصحافيين المصاحبين لزيارة الوفد التي شملت أوغندا ايضا.
وأضافت رايس ان من الصعب ترجمة هذه الشكاوى «إلى أفكار حقيقية بشأن كيف وما إذا كان ينبغي تعديل تفويض القوة المختلطة.. لكن هذا الشعور الكامن بأنه ينبغي أن يعدل هو أمر سأحمله معي». بدوره قال السفير البريطاني مارك ليال جرانت بعدما تحدث مع النازحين في مخيم ابو شوك على أطراف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور انهم «عبروا عن مخاوفهم بشأن الأمن ومخاوفهم بشأن الأمن الغذائي كما عبروا عن قلقهم بشأن رغبتهم في العودة إلى ديارهم، لكن أكثر ما كانوا يطلبونه هو السلام والأمن». وقال ليال جرانت ورايس ان خطف أحد أفراد القوة المختلطة وهو مجري الجنسية في الفاشر يوم الخميس يسلط الضوء على ضعف الوضع الأمني في دارفور، إلا أنه أضاف انه لا يوجد دليل على صلة بين الخطف وزيارة وفد مجلس الأمن.
من جانبه قال جورج شاربنتيه منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان للصحافيين ان النازحين في مخيم ابو شوك يحصلون على ما يكفي من الطعام رغم انه قال ان عملية إعادة تسجيل للنازحين تجري حاليا في المخيم لتحديد احتياجاتهم من الطعام على وجه الدقة.
وبعد الزيارة إلى أبو شوك ومركز طبي قريب توجه 15 ديبلوماسيا يمثلون الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى الخرطوم، ويعتزم المبعوثون الاجتماع مع أعضاء المفوضية التي تنظم الاستفتاء على استقلال جنوب السودان.
ولن يجتمع الديبلوماسيون مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي وجهت له المحكمة الجنائية الدولية تهمة الإبادة الجماعية في دارفور.
رئيس حكومة الجنوب
والتقى وفد مجلس الامن الدولي برئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير الذي طلب بحسب ديبلوماسيين من الوفد نشر قوات حفظ سلام على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه، ويجري السودان الاستفتاء بعد 3 شهور بشأن ما إذا كان الجنوب سيعلن استقلاله أم سيظل موحدا مع الشمال.
واستمرت الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب عقودا من الزمن إلى ان ابرمت معاهدة سلام عام 2005، ويأتي الطلب الذي تقدم به كير وسط تزايد التوتر على طول الحدود غير المرسمة جيدا.
وتبادل زعماء الشمال والجنوب الاتهامات بحشد قوات هناك، ومن المرجح ان يغضب هذا المطلب قادة الشمال الذين يريدون ان تظل أكبر دولة افريقية من حيث المساحة موحدة واتهموا حكومات غربية بتأييد انفصال الجنوب سرا.
وصرح ديبلوماسي لـ «رويترز» طالبا عدم ذكر اسمه بأنه ستجري دراسة الطلب ولكن مبعوثي الأمم المتحدة لم يتعهدوا بأي شيء لكير.
الخرطوم: لا للتدخلات
وفي الخرطوم اعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي خلال لقائه وفد مجلس الامن ان بلاده لا تريد «الحرب» لكنها لن تقبل نتيجة الاستفتاء المقبل حول تقرير مصير الجنوب اذا حصلت تدخلات.
وصرح الوزير امام الوفد الذي ترأسته السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس قائلا «اننا لا نريد الحرب»، وتناول اللقاء تأخر التحضيرات لاجراء استفتاء في يناير بجنوب السودان ومنطقة ابيي المجاورة، واكد كرتي التزام بلاده باجراء الاستفتاء في موعده المحدد اي التاسع من يناير لكنه حذر من ان بعض التفاصيل يجب ان تحسم لاسيما في استفتاء ابيي، وقال للديبلوماسيين «اننا لا نريد اي تدخل في الاستفتاء وهذا شرطنا الوحيد لقبول نتائج الاقتراع».