تدفق ملايين الناخبين الاتراك بشكل غير مسبوق على مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم أمس في انتخابات برلمانية ينظر اليها بوصفها حيوية للاتجاه المستقبلي لتركيا التي تربط بين الشرق الاوسط وأوروبا.
وفيما أكد الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر أنه فعل ما يمليه عليه الدستور والقانون طوال فترة وجوده في الحكم على مدى سبع سنوات، أشار سيزر في تصريح عقب ادلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية إن الكلمة باتت للشعب وهو الذي سيحدد ويختار الحزب أو الاحزاب التي تقود البلاد في المرحلة المقبلة.
وقال سيزر إن اعتراضه على التعديلات الدستورية التي طرحها حزب العدالة والتنمية كان متسقا مع أحكام الدستور.
ومن ناحيته، أكد رئيس حزب السعادة التركي ذي التوجهات الاسلامية رجائي قوطان أن حزبه سيدخل البرلمان الجديد.
وقال قوطان عقب إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية «إن هناك ساعات قليلة تفصلنا عن نتائج الانتخابات وبعدها نصبح أحد الأحزاب التي يتشكل منها البرلمان الجديد».
ورجحت استطلاعات رأي كفة حزب العدالة والتنمية لان يحكم بمفرده لمدة خمسة أعوام اخرى، دون ان تغفل بعض المكاسب القوية للقوميين وأحزاب المعارضة العلمانية، ما قد يقلل من أغلبية الحزب في البرلمان ويؤدي لتباطؤ الاصلاحات. في حين بات ظاهرا ارتفاع عدد المرشحين المستقلين وخاصة الاكراد منهم اذ بلغ عددهم 700 مرشحا مستقلا. توقعت مصادر ان يتمكن نحو 40 منهم من دخول البرلمان بعد تخلي عدد من رؤساء الاحزاب الصغيرة عن احزابهم للتخلص من عقدة الـ 10% من الاصوات اللازمة ليتمكن أي حزب من دخول البرلمان.
ومن المتوقع ان يجتاز حزبان اخران هما الحزب الشعبي الجمهوري الذي يمثل يسار الوسط ولكنه قومي وحزب الحركة القومية اليميني المتطرف نسبة الـ 10% وهي الحد الادني المطلوب لدخول البرلمان.
وتمكن سجل حزب العدالة والتنمية الذي يضم نسبة نمو اقتصادي بلغت في المتوسط 7% في العام وانخفاض نسبة التضخم وارتفاعا قياسيا في حجم الاستثمارات الاجنبية من الفوز بتأييد العديد من الاتراك الذين سئموا من سوء الادارة والفساد والائتلافات المتفككة واربعة انقلابات عسكرية على مدى خمسة عقود من الزمن.
ويقول محللون ان هذه الانتخابات هي الاهم منذ ربع قرن لانها أساسية لتحديد الاتجاه المستقبلي لتركيا.
الصحف التركية صدرت امس بعناوين رئيسية تدعو المواطنين الأتراك الى التوجه الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية من أجل مستقبل بلدهم.
الصفحة في ملف ( pdf )