الجدل حول انتماء الاسلام للمجتمع الألماني مازال على أشده منذ تصريحات الرئيس الألماني كريستيان فولف التي اعتبرته جزءا من المجتمع، وآخر حلقاته ما قاله فستر فيلله وزير الخارجية الألماني ان الاسلام جزء من واقع المجتمع في ألمانيا لكن العرف الثابت في جذور الثقافة الألمانية هو المسيحية ـ اليهودية.
وأشار فيلله في حديث له مع صحيفة «فرانكفورتر الجماينه» الى الجدل الدائر حول عملية الاندماج والهجرة وكتاب المصرفي البنكي تيلو زاراتسين الذي انتقد هجرة الأجانب من العرب والأتراك المسلمين على وجه التحديد وهم الذين اتهمهم بالتأثير جينيا على توريث «الغباء» أو «التخلف» في ألمانيا في كتابه «ألمانيا تلغي نفسها».
وقال انه ينبغي على «المهاجر» الموافقة على نظام الجيش الألماني، موضحا أنه يتحدث عن ذلك لاعتباره شخصيا يمثل الأقليات، فالاندماج ليس معنى «رومانسي» ولكنه أمر مطلوب، وهو يثق في القول القائل بأن حرية الرأي في ألمانيا تحمل مواجهات في طيات الكتب، وحول الجدل الخاص بتصريحات الرئيس الألماني فولف في خطابه عن انتماء الإسلام للكيان الألماني، وما صرحت به المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأن القانون الأساسي في ألمانيا ليس الشريعة الاسلامية، ذكر فيلله أنه ليس من الذين اتجهوا لسب أو لعن كتاب تيلو زاراتسين، أو مع الذين طالبوا بإنهاء عمل زاراتسين.
وأضاف أنه حذر من الذين ادعوا منذ سنوات بالتركيز على اختلاط القيم الثقافية دون توضيح للأساس الجوهري لقيم المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء المهاجرون، وانه قد رأى في ذلك ضرورة أولوية تعلم اللغة الألمانية كهدف أساسي للاندماج رغم أنه من كان ينادي بذلك في الماضي كان يتعرض لاتهامات غير واقعية.
وعن تأثير الهجرة الأجنبية على الاقتصاد في ألمانيا ودول غربية أخرى، نشرت «ألجماينه» أنه أظهر احصاء أن 32% من الألمان يجدون تأثيرا سلبيا لذلك، فيما وجد 47% أن تأثير ذلك حيادي، كما أعرب 20% عن اعتقادهم بأن تأثير الهجرة الأجنبية على اقتصاد البلاد ايجابي.
وأشار الاحصاء الى أن هذه النسب اختلفت في دولة مثل فرنسا التي أظهرت أن 48% ينظرون بالسلب للهجرة الأجنبية على اقتصاد بلادهم، و27% في الحياد، و26% يرون ايجابية في ذلك، ولكن في انجلترا كانت الأغلبية بنسبة 52% ترى التأثير السلبي لهجرة الأجانب على اقتصاد بلادهم، فيما ينظر 31% الى أنها حيادية، ويجد 17% فقط أن تأثير هذه الهجرة ايجابي، اما في الولايات المتحدة فكانت النسبة سلبية بـ 43% وحيادية بنسبة 33% وايجابية بنسبة 24%.
وحول سوء أو حسن المنطقة التي يمكن أن يعيش فيها المهاجرون من الأجانب وحياة المواطنين الأصليين في مثل هذه المناطق، أشار الاحصاء الى اعتقاد 44% من الألمان بأن مستواهم في الحياة في مناطق المهاجرين الأجانب يسوء، فيما اعتبر 40% الامر حياديا، واعتبر 16% فقطط أن ذلك ايجابي، وكانت نسب ذلك في فرنسا أسوأ بـ 48% وحيادي بـ 27% وايجابي بـ 10% فقط، ولكن الفارق الضخم في ذلك كان في بريطانيا التي أشار الاحصاء الى أن المستوى يسوء بنسبة 64% وحيادي 24%، وايجابي بنسبة 11% فقط، وفي الولايات المتحدة دولة الهجرة كانت النسبة بالسوء 48% وحيادية بـ 34% وأفضل بنسبة 17% فقط.
وعن تأثير مستوى المهاجرين على التعليم في ألمانيا، أظهر الاحصاء اعتقاد 56% بسوء المستوى للتعليم، فيما كان 36% يرون حيادية في ذلك، ووجد 8% تحسن المستوى.