حذرت صحيفة «الرياض» السعودية من تزايد المخاوف من تحول البحر الاحمر إلى منطقة نفوذ عالمي. ونبهت الصحيفة - في افتتاحيتها أمس إلى أنه يوجد تواجد دولي باسم مكافحة القرصنة لأساطيل غربية وشرقية، محذرة من أنه لو تم اتفاق على تدويله باسم أمن الملاحة العالمية فإن المتضرر الأكبر هو الدول العربية لأنه لو حدث ذلك فإن أمنها سيتحول إلى رهينة بيد القوى العظمى وذلك إذا ما أخذ في الاعتبار أن الصومال وحدها يصل ساحلها على البحر الأحمر والمحيط الهندي إلى ثلاثة آلاف وسبعمائة كيلومتر، والذي أصبح الآن مقبرة لنفايات نووية ومصائد مفتوحة لدول كثيرة، مما يعني أن الانفلات الأمني في هذا البحر الحيوي أو تلوث مياهه يهدد كل الدول المطلة عليه.
ونبهت صحيفة «الرياض» إلى أن الحال الراهنة تؤكد أن حراسة هذا البحر ليست في قدرة أي دولة تطل عليه، مشيرة إلى أن دوافع الحظر تجبر هذه الدول على تصعيد الأمر إلى الأمم المتحدة بصياغة اتفاقية تحميه من مخاطر النزاعات أيا كان مصدرها وشددت على ضرورة ألا يتحول البحر الأحمر إلى قواعد للقرصنة والإرهاب، مشيرة إلى أن العوامل التي تجري في اليمن والصومال والسودان لا تعطي الأمان من ألا يصبح هذا البحر بؤرة صراع تدخل فيها قوى إقليمية أو دولية وبالتالي إذا كانت أهميته اقتصادية وأمنية فإن السكوت عما يجري من قبل الدول العربية المطلة عليه يفتح الباب لاحتمالات لا يمكن توقع نتائجها، وفي حال وقوع أي خطر ستتأثر هذه الدول قبل غيرها لأن وارداتها وصادراتها من القارات الثلاث تمر عبر هذا الطريق الحيوي والقضية لا تقبل التبسيط أو الغفلة الطويلة.